مبيضا) (١) فأمّا انا فقد عزمت على أن لا أقاتل ابن رسول الله فما تقولون ، فقال بعض أصحابه : بل تقاتل ونقاتل معك ، ولا يأخذ ملكا قد قاتلت عليه آل يعفر وغيرهم ، ثم يدفعه إلى هذا العلوي ، وكانت كتب الدّعام تترادف إلى الامام ايام إقامته بدرب بني ربيعة ، وكان يشترط فيها لنفسه شروطا ، مثل جباية بعض البلد ، وولايته على بعض فكان الهادي ، يقول : لو سألني ان أوّليه شبرا من الأرض ما وليته على المسلمين ، ولا جاز لي ذلك عند رب العالمين ، وبعد صلاح خرفان والسبيع ، انتقل الإمام ، إلى حوث لمناجزة الدّعام فازداد قلق الدعام ، واغتم لذلك وغادر خيوان إلى غرق (الجوف الأعلى) وقبل تنفيذ ما اعتزم عليه من الخروج ومبارحة البلاد جمع أصحابه واستشارهم في أمر الإمام فاختلفت آراؤهم ، فقال لهم : أما أنا فأوّل من أجلب (٢) هذا الرّجل وأخرجه من بلده ، وراسله حتى قدم هذا البلد ، وقد كانت أمور الله المستعان عليها ، وقد عزمت على أن لا أقاتله أبدا وان اسمع له واطيع ، فاعلموا لأنفسكم ، وأنا خارج من خيوان إلى بلدي وأرسل جماعة من مشائخ خيوان وأعيانها بهذا الكلام إلى الإمام ، ولما وصلوا إليه طلبوا لأهل خيوان الأمان فأمنهم الإمام ، ثم انتقل إلى بلدهم ولبس الناس العافية واطمأنوا :
بعض الأنام إذا رآى نور الهدى |
|
عرف الطريق ولم يضل المهيعا |
ومن البرية معشر لا ينتهي |
|
عن غيّه حتى يخاف ويفزعا |
__________________
(١) هكذا في سيرة الإمام الهادي (ص) فلك يغني بالمسودّة اتباع بني العباس والمبيضة العلوية لأن السواد شعار بني العباس.
(٢) وكان الدعام قد استقدم الهادي من الحجاز ثم من طبرستان وحلف للهادي عليه السلام مرارا ذكر ذلك الهادي عليه السلام في رسالته المشهورة الى الدعام.