واحرق بعض دورها وقتل جماعة من أهلها ورجع الى عيان (١).
وكان قد وثب على صنعاء ذعفان وابن أبي حاشد ، ثم وقع خلاف بين همدان وذعفان وابن أبي حاشد فاستدعوا جعفر بن الإمام ، وأدخلوه صنعاء وذلك سنة ٤١٥ ، فطالب النّاس مطالبة شديدة وأقام بها مدة يحارب ذعفان وابن أبي حاشد ، ثم اصطلحوا لمدة شهرين ، ونزل ذعفان إلى القائد بالكدرا يستمده فأمده بأموال جليلة ، وكتب معه إلى المنتاب بن إبراهيم بن عبد الحميد صاحب مسور ، وأمرهم بحرب جعفر بن الإمام ، فاجتمعت عليه همدان وحمير وصاحب مسور فخرج إلى بيت شعب فحصرته همدان (٢) وحمير ، وأعادوا ابن أبي حاشد على إمارة صنعاء فهجم أهل بيت خولان على محطة حمير وقتلوا منهم مائة رجل وانهزم عسكر المنتاب وذلك في المحرم سنة ٤١٦ ثم تهادنوا إلى آخر السنة.
ظهور المعيد الناعطي
ودخلت سنة ٤١٨ فيها ظهر شخص مجهول الاسم بناعط وتلقب بالإمام المعيد لدين الله وسار إلى مأرب وبها عبد المؤمن بن أسعد بن ابي الفتوح الخولاني فأكرم الخولاني نزله وأقام النّاعطي عنده وكتب إلى النواحي بدعوته ، وكان يسطّر كتبه من عبد الله الإمام المعيد لدين الله الداعي إلى طاعة الله الدّامغ لأعداء الله : بهذه الفخفخة تسلّط على عقول السذج البسطاء وتابعه منصور ابن أبي الفتوح ، ولما وصل كتابه إلى صاحب الكدرا أعاده مختوما فغضب منصور بن أبي الفتوح وكتب إلى سبأ بن عبد الحميد وأخيه عبد المؤمن يحثهما على النهوض مع الإمام ، وساروا إلى مسور ، فلقيهم منصور في جيوش عظيمة ثم قصد الإمام صنعاء ومعه منصور فدخلها في جند كبير ، وخطب له قاضي صنعاء ابن النقوى بالإمامة فعظم شأن
__________________
(١) أنباء الزمن.
(٢) الخزرجي.