علي العياني إلى جهة البون فأجابته حمير وهمدان والمغارب ، ومالوا عن الزيدي ، وكان الزّيدي قد دعا إلى نفسه ، وأرسل بكتاب دعوته إلى الحسين بن القاسم في رجب سنة ٤٠٠ ، فأمر الحسين (١) أهل بلاده بالوصول إلى الزيدي ومبايعته ، بعد اختياره ومساءلته ، وكتب مع الوافدين عدّة مسائل في التوحيد لامتحانه بها وقبل مسير الوفد المزوّد بمسائل الامتحان المحرّرة من الحسين ، وافته الأنباء الصحيحة بأن كتاب الدّعوة الذي انفذه الزيدي إليه مصنوع على لسانه صنعة ابراهيم الطبري وكوبل بن أبي بحر ، وانهما عملا باسم محمد بن القاسم الزيدي وهما اذ ذاك بحضرة والده وان الغلام ليس منه وضع كتاب ، ولا خطاب ، وكان ابوه (٢) هو الذي أمره بالدعوة
فخرج الحسين بن القاسم لمحاربته ، وخرج الزّيدي من صنعاء وأقام ببيت بوس ، وأقام ابنه زيد بن محمد بصنعاء فحصن دربها ، ثم بدا للزّيدي فأخرج المسجونين من سجن صنعاء وأنهب أهراء (٣) الطعام ، وعاد إلى ذمار فتعطّلت صنعاء من السّلطنة إلى سنة ٤٠٢ ووصل الضّحاك بن جعفر فأقام بها مدّة ، ووصل رجل يقال له ابن أبي النجم من طرف الإمام المهدي في جماعة يطالب الناس بزكاة أموالهم فلم ينكر عليه الضّحاك.
وفيها مات الحسين بن سلامة صاحب زبيد وقد تقدم.
دخول الإمام المهدي صنعاء وقتل الشريف الزيدي
في آخر سنة ٤٠٢ دخل الإمام صنعاء وطلب من أهلها خمس العبيد والخيل وجعل أخاه جعفرا على صنعاء فضرب السّكة باسمه ، فثار عليه أهل صنعاء وحاربوه وسط المدينة ، فتحرك الإمام لنصرة أخيه ، ودخل صنعاء
__________________
(١) ارجع اللآلىء المضيئة.
(٢) هذه رواية الخزرجي وقد تقدم ان الحسين ابي القاسم الزيدي مات سنة ٣٩٤ فتأمل (ص)
(٣) هى مخازن الغلال.