ولما دخلها اسعد نهب ما فيها وسبى جميع أهلها ، وقتل الفأفأ ابن علي بن فضل ، وجميع من ظفر به من خواصه وأهله ومن دخل في مذهبه ، ومن جملة السبي بنات الطاغية الثلاث أعطى إحداهن ابن أخيه قحطان بن عبد الله بن أبي يعفر ، فولدت له عبد الله بن قحطان الآتي ذكره ، وبقيّتهن لإثنتين من رؤساء أصحابه ، وقال في أنباء الزمن : ان اسعد أسر ابن علي بن فضل ، وأمر بضرب عنقه ومن معه من الأسرى ، وكانوا نيّفا وعشرين رجلا ، وبعث بالرؤوس إلى بغداد في شهر القعدة من هذه السنة واستخلف على أهل تلك الجهة إبراهيم بن اسماعيل بن العباس.
بقية أخبار الإمام الناصر
ودخلت سنة ٣٠٥ في المحرم منها نهض الإمام الناصر بعساكر كثيرة إلى حوث (١) لمناجزة القرامطة الذين بشظب ، وهم جموع كثيرة فوجّه الإمام لحربهم الغطريف بن أحمد الصائدي ومعه حمدان ، فانهزمت القرامطة من غير قتال وانتهب الجيش تلك الجهة ، وغنموا ما فيها من المغانم الواسعة ورجعوا إلى الإمام ، فعادت القرامطة تارة أخرى ، ودخلوا قرن الناعي وكان ابراهيم بن الضحاك في جبل شظب (٢) فحاربهم ثم كانت مهادنة بينهم وبين ابن الضحّاك.
وقعة نغاش
ودخلت سنة ٣٠٧ ، فيها كانت وقعة نغاش (٣) المشهورة قال في اللآلى المضيئة ما خلاصته : كانت آخر الوقعات وأهمّها وقعة نغاش ، وكان قد أجتمع من القرامطة خلق كثير من المغارب وناحية تهامة ، وقائدهم يومئذ عبد الحميد بن محمد بن الحجاج صاحب مسور ، وندب الامام قواده وهم
__________________
(١) حوث : بلدة مشهورة من حاشد.
(٢) شظب : جبل واسع يطل على مركز السودة.
(٣) نغاش : بلدة في جبل عيال يزيد شمال عمران.