الفتوح ، وأعانه على من ناواه من أمر العرب ، وقطع خطبة بني العباس ، وخطب للعزيز العبيدي ، ومات الأمير عبد الله بن قحطان سنة ٣٨٧ ، وقام بالأمر بعده ولده أسعد بن عبد الله بن قحطان ، وكان أمر صنعاء مضطربا تارة يتغلّب عليها الامام الدّاعي وابن أبي الفتوح ، وتارة آل الضّحاك ، وكانت همدان وحمير وخولان وبني شهاب ، متفرقة معهم فمن كثر جمعه غلب على صنعاء وقيل ان وفاة الأمير عبد الله بن قحطان سنة ٣٨٩ (١)
الامام المنصوب بالله القاسم بن علي العياني
ودخلت سنة ٣٨٨ : فيها ظهر الإمام المنصور القاسم بن علي بن عبد الله بن محمد بن القاسم الرسّي عليهم السلام ، وتجاذب هو والإمام الدّاعي يوسف بردة الخلافة ، وتنازعا ثوب الزعامة ، وكان كل واحد يثني على الآخر ، وربما لامه ، وكل ما كان بينهما من وفاق وشقاق يقول صاحب البسامة :
ويوسف العترة الداعي الذي شرفت |
|
منه المناصب زاكي الأصل والثمر |
والقاسم القائم المنصور من شرفت |
|
به عيان على ما شيد من مدر |
جرت بأعجب أمر كان بينهما |
|
كأمر يوسف والأسباط فاعتبر |
ونازلا كل طاغ في زمانهما |
|
وحاولا كل جبّار وكل جري |
وسائل السور (٢) من صنعاء ما فعلت |
|
به الجنود وقاضى الجبر والقدر |
قال في سيرة الامام المنصور (٣) : لما بلغ الإمام إلتياث الأحوال على ولاته باليمن وهو مقيم بترج (٤) بعث عمار بن أحمد الجعدي وأحمد بن
__________________
(١) راجع الخزرجي وقرة العيون وأنباء الزمن (ص).
(٢) إشارة إلى ما تقدم من هدم سور صنعاء بأمر الدّاعي يوسف وقاضي الجبر هو سليمان بن يحيى النقوي الذي عزله الإمام الدّاعي وصادره (ص).
(٣) نقل ذلك في اللآلىء المضيئة (ص).
(٤) بالتاء المثناة من أعلا والراء والجيم وهي معدودة من بيشة ونواحيها.