وكان السّبب في تملك آل زريع لعدن وما صاقبها من البلاد ان علي بن محمد الصّليحي ، كان قد أقر بني معن (وهم قوم من الأصابح) على عدن وألزمهم برفع خراجها إلى زوجة المكرم السّيدة بنت أحمد وكان قد أصدقها عدن لمّا زوّجها المكرم فلما قتل علي بن محمد ، تغلب بنو معن على ما تحت أيديهم ، فقصدهم المكرّم وأخرجهم منها ، وولّاها العباس ومسعود ابني المكرم الهمداني ، وكانت لهما سابقة محمودة وبلاء حسن مع المكرم لما دخل زبيد لإنقاذ أمه من أسر الأحباش ، فجعل للعباس حصن التّعكر بعدن وباب البر وما يدخل منه وللمسعود حصن الخضراء وباب البحر ، وما يدخل منه إلى عدن واليه أمر المدينة أيضا ، واستخلفهما للسّيدة فحافظا على العهد ، وكانا يحملان الى السيدة مائة ألف دينار في كل سنة وقد تنقص إلى أن مات العبّاس بن المكرم فخلفه ولده زريع بن العباس ، وبقيا على ذلك الى أن قتلا في باب زبيد مع عامل السّيدة (١) المفضل بن ابي البركات كما سيأتي.
ودخلت سنة ٤٨٠ (٢) فيها انتقل المكرم الصليحي الى ذي جبله بعد وفاة والدته أسماء بنت شهاب وفوض أمر الملك إلى زوجته الحرة السيدة بنت أحمد بن جعفر بن موسى الصّليحي واستخلف على صنعاء عمران بن الفضل الهمداني واختط بذي جبلة دار العز.
قتل سعيد الأحول وفرار جياش الى الهند
ودخلت سنة ٤٨١ (٣) فيها دبرت الحرة السّيدة على قتل سعيد الأحول فكتبت الى الحسين بن التبعي صاحب حصن الشعر بأن يستدعي الأمير الحبشي من زبيد ، ويقول له : أن المكرم قد أصابه الفالج وعكف على
__________________
(١) راجع عمان والخزرجي والجندي وقرة العيون ونزهة الأخبار.
(٢) غاية الأماني ص ٤٧١.
(٣) غاية الأماني ص ٤٧٢.