أخيه إلى صفر سنة ٣٠١ ثم اجتمع عليه الناس وبايعوه كما سيأتي.
بقية أخبار القرامطة والحرب بين الطاغية ابن فضل ومنصور بن حسن
لما توفي الإمام الهادي عليه السلام جمع أسعد بن أبي يعفر من قدر عليه ونهض بهم لحرب القرامطة الذين بشبام فطردهم عن الشبام ، وأقام بها أياما حتى وافته الأنباء بحركة الطاغية من المذيخرة نحو صنعاء فكرّ راجعا ووصل ابن كبالة منهزما من ذمار ودخل صنعاء.
وفي اليوم العاشر من المحرم سنة ٢٩٩ دخل ابن فضل صنعاء فهرب منها أسعد ، فلم يقم الطاغية فيها بل ترك فيها من يحفظها ، وسار إلى شبام ، وطلع بيت ذخار ، وخلع طاعة صاحبه المهدي وأراد من منصور بن حسن أن يخلع طاعة المهدي ، وينضم إليه فعاتبه منصور ولامه على تلك النّزعة ، فأجابه الطاغية أن لي بأبي سعيد الجنّابي أسوة ، إذ قد دعا إلى نفسه ، فلم يساعده منصور وتعكر الصفو بينهما ، وكان ابن فضل متهورا سفاكا طاغية ، فتوعّد صاحبه وبادر لخضد شكوته وإهلاكه ، في جيش كثيف ، فتحصّن منه منصور بجبل مسور ، ودارت بينهما عدة معارك قتل فيها كثير من الناس وطالت مدّة الحرب والنزال إلى ثمانية أشهر ولم يظفر أحد منهما بصاحبه ، وقد شق بهما الحال ، فأرسل منصور في طلب الصلح ، فأجابه الطاغية بشرط أن يرسل منصور ولده إليه ليقال انما تركه تفضلا لا عجزا فقبل منصور وأرسل ولده إليه فطوّقه ابن فضل بطوق من ذهب ، وسار به إلى صنعاء ودخلها لسبع ليال خلت من رمضان من السنة ، ونزل بالجامع الكبير ، هو وأصحابه فذبحوا وشربوا الخمور ولم يتعرضوا لأحد من أهل صنعاء ، ثم كر راجعا إلى المذيخرة مبأة كفره ، وعش فجوره ، وكان أسعد قد ولّى علي بن الحسن الأقرعي على صنعاء ، وأقام بذمار ومعه ابن كبالة ، فاجتمعت إليه جماعة من مذحج وابن الروية المذحجي ووعدوه النصرة على القرامطة فبث اسعد عماله