التي قلت : انها قد خرفت ، فركب إليها إلى ذي جبلة واعتذر مما فرط منه ، ولم يزل من أساطين مملكتها ، ورجال دولتها إلى أن قدم من الدّيار المصرية ، الأمير الكذاب سنة ٥٢٠ فحسده وكاد له عند الخليفة الآمر بأحكام الله بأنه يريد قلب دولته ، فأرسل العبيدي يستدعيه ، فلما ركب البحر غرقه ربان السفينة بمؤامرة رسول الخليفة العبيدي ومن معه ، وكانت السيدة قد أستوثقت له من رسل العبيدي بالأيمان الأكيدة والعهود الوثيقة فنسوا تلك العهود وأغرقوا رسولها أيضا محمد بن الأزدي وكانت قد أرسلته بهدية وكتاب شفاعة لإبن نجيب الدولة ، ولما بلغ السّيدة الواقع ندمت لأنها كانت مانعت في أول الامر عن إرساله ، ولم تذعن إلّا بعد الأيمان والعهود ومن رسل العبيدي ولذلك ندمت ولات ساعة مندم.
ثم انها اقامت الداعي ابراهيم الحامدي (١) ، وفي أثناء مدته مات الخليفة الآمر بأحكام الله العبيدي (٢) ، وقام الحافظ بعده كما سيأتي وذكر في أنباء الزمن (٣) هذه الحوادث في سنة ٥١٠ وقال : ان إبن نجيب الدّولة أركب في سفينة سواحلية إلى مصر معذّبا ومهانا.
قيام الامام المحسن بن محمد
قال في اللآلىء المضيئة نقلا عن العباب للعدوى (٤) ، وقد ذكر نسب المحسّن فقال : هو المحسن بن محمد بن المختار بويع له بالخلافة وتلقّب
__________________
(١) هو ابراهيم بن الحسين بن ابي السعود الحامدي من كبار علماء الاسماعيلية وكان يسمى عندهم بوالد الجميع من مؤلفاته كنز الولد المطبوع في المانيا وغيره توفي سنة ٥٥٧.
(٢) حكمه من سنة ٤٩٥ إلى سنة ٥٢٤.
(٣) غاية الأماني ص ٢٨٥.
(٤) هو العلامة الحسين بن علي بن صالح العدوي من أدباء اليمن في القرن التاسع الهجري ومن سنوحه الامام المهدي احمد بن يحيى المرتضى في كتابه العتاب في شرح أبيات الآداب منه نسخة خطه بمكتبة الاستاد احمد بن ابراهيم العيزري بذمار ومصوره بمعهخد المخطوطات بمصر.