الحرب ، وهو غير صحيح ، والظاهر صحّة ما ذكرناه اعتمادا على ما في سيرته :
ولم يذكر صاحب أنباء الزمن ولا غيره شيئا من الحوادث التي من بعد وقعة نغاش إلى سنة عشر.
وفاة الإمام المرتضى محمد بن يحيى عليه السلام
ودخلت سنة ٣١٠ في المحرم منها مات الإمام الزّاهد الورع أبو القاسم محمد بن الإمام الهادي إلى الحق عليهما السلام ، ودفن بجنب والده وله إثنتان وثلاثون سنة وكان في الزهد والورع والعلم والعمل بمكانة عالية ، وله عدة مؤلفات منها كتاب الأصول في العدل والتّوحيد وكتاب الإرادة والمشيئة ، وكتاب التوبة ، وكتاب الردّ على الروافض ، وكتاب فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام وكتاب الرد على القرامطة وغيرها.
وله من الولد أبو محمد القاسم واسماعيل وابراهيم وعلي وعبد الله وموسى ويحيى ابو الحسين الخارج بالدّيلم الملقب بالهادي ، الذي روى عن عمّه كتاب الأحكام والمنتخب (١) والحسن والحسين ، والعقب للمرتضى في جهات اليمن من ذرية عبد الله بن المرتضى ، ومن في العراق من ذرّية يحيى وهو ابو الحسين الخارج بالديلم (٢).
قال في أنباء الزمن ، بعد ذكر وفاة المرتضى ما لفظه : ولم يزل أخوه الناصر مجاهدا للظالمين منابذا للمعاندين ، واستولى على كثير من البلاد وسار إلى عدن (٣) فدخلها في ثمانين ألفا نصفهم اهل قسي ، ودانت له أهل تلك
__________________
(١) الجدّة الهادي يحيى بن الحسين.
(٢) اللّالىء المضيئة.
(٣) وقد أطلت البحث في جميع المصادر المرجوة بأيدينا عما أشار إليه السيد صارم الدين بقوله عند ذكر الإمام الناصر في البسامة : ـ
ودوخ اليمن الاقصى الى |
|
عدن مع الجبال كبعدان وكالشّعر |
فلم نجد عن تفاصيل هاتيك الملاحم ما يستحق التّصدير ، وغاية ما هنالك ما رواه صاحب أنباء الزمن في حوادث سنة ٣١٠ الكلام المتقدم ، وكذلك الخزرجي والديبع في قرة العيون والشرفي اللآلىء والزحيف في شرحه والكبسي وغيره كلهم يشير بكلمة اجمالية ، كما فعل صاحب أنباء الزمن ، أما في سيرته فلم يتكلم عنها. ويقول الشرفي في وقعة نغاش انها كانت آخر الوقعات وأهمها ، ويقول عن الجيش الذي جمعه الإمام ، انه ألف وسبعمائة ولا شك ان تلك الوقعة من أكبر الوقعات ، وأما انها آخر فمشكل لما ذكره صاحب البسامة وأنباء الزمن وغيرهما ، والشرفي ذكر دخوله عدن في شرح بيت البسامة بكلمة لجملة وذكر ان وقعة نغاش آخر الوقعات وأهمها ، عند ذكر نغاش فتأمّل.