وأخرباها ، وكان فيها (١) عاملا للإمام فاخرجاه إلى المراشي (٢) فنهض الإمام لتأديبهما في عسكر كثيف وطردهما إلى جبل نهم ، ثم اتجه إلى مراد لمطاردة الدّعام فالتجأ إلى ملح من بلاد نهم ، وبقي الإمام يتأثر آل الدّعام فشردهم إلى أطراف البلاد ، واستعمل على غرق علي بن محمد بن عبيد الله (٣) العلوي ، وعلى اثافت أخاه القاسم بن محمد بن عبيد الله ، وعلى نجران عبد الرحمن الأقرعي ، ثم ان ابني الدّعام راسلا الطاغية ابن فضل ، وأمدهما بمال فخرجا إلى مطرة من بلاد عذر ، وهي من أطراف بلاد الإمام وكان منهما ما سيأتي ، وفيها قتل محمد بن الدعام بغرق قتله ابن عمه (٤) ابراهيم بن ابراهيم.
ودخلت سنة ٣٠٢ فيها أغار عمّال الناصر على ابن الدّعام فهزموه إلى خيوان وسار ابراهيم ابن الحسن في أثره فوصل إلى مرهبه ونهم ثم عاد إلى الإمام.
ودخلت سنة ٣٠٣ فيها مات ملاحظ صاحب زبيد وولّى بعده عبد الله ابن ابي الغارات ، ولم تطل أيامه فولى إبراهيم بن محمد الحرملي (٥).
وفيها سار الإمام الناصر إلى نجران لتفقد شؤونها فأقام بها أياما وعاد إلى صعدة ولما استقر بها وافته الأنباء بظهور القرامطة في بلاد عذر والأهنوم وميل تلك القبائل إلى مذهبهم الخبيث ، وتظاهرهم بترك الصلاة وشرب الخمر ، وإتيان المنكرات جهرة ، فنهض الإمام إلى خيوان وأرسل أبا جعفر محمد بن
__________________
(١) في الأصل في.
(٢) المراشي : جبل مقابل نرط من جهة الشرق.
(٣) هو مصنف سيرة الإمام الهادي كما تقدم.
(٤) راجع سيرة الإمام الناصر ومع كذيل سيرة الإمام الهادي ولا ندري هل هي لمؤلف السيرة أم لغيره (ص) قلت سيرة الإمام الناصر من تأليف عبد الله بن عمر الهمداني وهو من الكتب المعقودة ينقل عنها الشرقي في اللآلىء المضيئة وابن ابي الرجال في مطلعه وغيرهما.
(٥) لم يذكر في سيرة الناصر من طرف من ولي اولئك ، وزاد صاحب انباء الزمن عند ذكر الحرملي به وكان من قواد السلطان.