لأخيه : يا مولانا اركب هذا والله الأحول بن نجاح ، والعدد الذي جاءنا به كتاب أسعد بن شهاب البارحة من زبيد ، فركب عبد الله بن محمد وكان علي بن محمد ، قد دخل موضع الخلا ، قال جياش : فكنت أول من طعنه ، وشركني فيه عبدّ للملك نجاح بطعنة أخرى ، وحززت رأسه بيدي ، وكانت جنوده قد سبقته ، ولم يبق معه إلّا طائفة من أغلمته ، وفي أنباء الزمن : أن عبد الله بن محمد الصليحي قال لأخيه : يا مولانا هذا والله الأحول سعيد بن نجاح فقال لهم إنّي لا أموت إلّا أمرت (١) إلا بأمّ الدهيم بير أمّ معيد معتقدا أنّها أم معبد الخزاعية التي نزل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمّا هاجر إلى المدينة المشرفة ، فقال له رجل من أصحابه : قاتل عن نفسك هذه والله بير أم معبد فلحقه زمع اليأس من الحياة ، وبال في أثوابه ، ولم يبرح من مكانه ، حتى قطع رأسه بسيفه إلى أن قال : واستولى ابن نجاح على خزائن الصّليحي وذخائره وخيله ورجله ، بعد أن ذهب في أيدي النّاس منها ما ذهب ، واستغنى الفقير ، حتى لقد حكي ان رجلا مرّ بصندوق مملوءا من الدّنانير أسعد يد ، فرغب عنها ، وقال : اريدها حاشدية ، ثم التفت ليأخذها فلم يجدها ، والاسعدية ضربت اسعد ابن أبي يعفر (٢) انتهى.
وفي الخزرجي (٣) ما خلاصته أنه لما ظفر سعيد بآل الصليحي أشار عليه أخوه جيّاش أن يعفو عمّن قدر عليه من آل الصليحي وغيرهم من أبناء الملوك ، وأن يكتب إلى المكرم انا اخذنا بثأرنا ، واسترجعنا ملكنا ، وقد احسنّا وتجملنا إليك بصيانة والدتك ، والعفو عن بني عمك ، وقال له والله يا
__________________
(١) كذا في الأصل ولعله سهوا أو سبق قلم لأن المخطوط عبارة عن أصل المؤلف رحمه الله الذي بخطه.
(٢) انظر غاية الأماني ص ٢٥٧.
(٣) العسجد المسبوك ص ٥٨.