قال ، وإنما يؤخذ بشهادة المثبت لا بشهادة النافي. وقال النووي (٢٨٠) «أجمع أهل الحديث على الأخذ برواية بلال لأنه مثبت جمعه زيادة علم فوجب ترجيحه. وأورد التقي الفاسي ، في «شفاء الغرام» (٢٨١) جملة روايات مرفوعة وموقوف في ثواب دخول الكعبة المعظمة ، وكفى من ذلك ما روى الفاكهي عن هند بن أوس قال : حججت فلقيت ابن عمر ، فقلت إني أقبلت من الفج العميق ، أردت البيت العتيق ، وأنه ذكر لي أن من أتى بيت المقدس يصلي فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أنه ، قال ابن عمر : رأيت البيت من دخله ، فصلى فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، ثم قال الفاسي : «وقد اتفق الأئمة الأربعة على استحباب دخول البيت ، واستحسن مالك كثرة دخوله».
وقد اقتصرنا من الصلاة في الكعبة المعظمة على ركعتين للائتساء به صلىاللهعليهوسلم ، فإنه صلى فيها ركعتين ، كما في رواية بلال رضياللهعنه وغيره ،
ثم لما كان يوم الجمعة السادس من ذي القعدة ، حضرنا صلاة الجمعة بالمسجد الحرام ، وخطب الإمام خطبة حسنة طويلة ، بالغ في الوعظ فيها ، وذكر فضل الحج ، وعلّم الناس مناسكه ، ووقع في المسجد وقت صلاة الجمعة ازدحام كثير.
__________________
(٢٨٠) النووي : أبو زكريا بن شرف الحوراني الشافعي ، عالم بالفقه والحديث ، ولد في نوى من قرى حوران بسوريا سنة ٦٣١ ه ١٢٣٣ م وتوفي سنة ٦٧٦ ه ١٢٧٧ م ، طبقات الشافعية الكبرى ، تاج الدين السبكي ج ، ٥ ص ١٦٥.
(٢٨١) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام لتقي الدين محمد الفاسي (٧٧٥ ه ـ ٨٣٢ ه) أشار إلياس سركيس إلى أن الفاسي اختصر هذا الكتاب في نصف حجمه وسماه : «تحفة الكرام» نشر منه العلامة ويستفلد بعض المنتخبات في الكتب التي سماها : تواريخ مكة المشرفة ، في الجزء الثاني الموسوم بكتاب «المنتقى في أخبار أم القرى» من ص. ٥٥ إلى ٣٢٤ ، أنظر معجم المطبوعات العربية والمعربة يوسف إلياس سركيس ، عالم الكتب ١٩٢٨ م ، ج ، ٢ ص ، ١٤٢٩.