إلى أن يقول :
فاليوم لاحظت السعادة خلسة |
|
بعيونها قلب الغريب المبعد |
من قبل كان البين فرق بيننا |
|
فالآن أمسينا كعقد منضد |
إن صح ترحيب الغريب بمثله |
|
فأنا أرحب بالوفود الورد (١) |
هذه الوفود النازلات برحبنا |
|
لبّت نداء الله دون تردد |
ويتكرر مثل هذا اللقاء الوحدوي الذي شهدته تطوان بين رجال الحركة الوطنية المغربية في شمال المغرب وجنوبه بصور أخرى في طرابلس والسويس ومكة والمدينة فيشمل أطراف الأمة الإسلامية كلها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. ومن الصور التي تجسده قول المؤلف في ذكر أعلام الفكر والسياسة الذين اجتمع بهم في مكة : «ومن الأعيان والرؤساء الذين أتونا زائرين بمكة المشرفة للتبرك بالشيخ ووفده ، واجتمعنا بهم ، وتذاكرنا مع بعضهم ، واستمد بعضهم من سيادة الشيخ ، الأمير شكيب أرسلان ... الشيخ محمد خليل بن عبد القادر اطيبة ، الشيخ جعفر بن صالح الكثيري من أرض حضر موت ، الشيخ محمد بن أمير جان بن غلام جان بن أمير الله ، من الأفغان ، وناصر السنة الشيخ مصطفى المحامي المصري ، مدرس وخطيب في مقام السيدة زينب ، الشيخ السيد محمد زبارة ، أمير من أمراء اليمن ، السيد عبد القيوم ولد سبائبة حيدراباد ، من الهند ، خلف الله الصالح من سودان مصر ...»
وهذا البعد الوحدوي يخرج بهذه الرحلة من إطارها التاريخي والجغرافي المحددين ويزيدها عمقا واتساعا ، فلا يشعر القارئ وهو يتبع مراحل هذه الرحلة الممتدة بين طنطان والمدينة المنورة بأنه ينتقل من كيان إلى كيان آخر مختلف عنه ، أو يحس
__________________
(٤) نفسه ص ١٤ ـ ١٥.