بيت الله العتيق» ، ولله الحمد الذي بفضله يليق ، وفي هذا الكتاب من الفوائد والقصص والأخبار ما لا مزيد عليه.
فائدة في بعض المكتوب على لباس الكعبة
الشريفة وفي بعض فوائد ماء زمزم
فائدة في بعض ما هو مكتوب على لباس الكعبة الشريفة ، مكتوب عليه سطر من رأسه على رأسه يمينا وشمالا [من جهة الشرق] ، (٢٨٦)«وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ ، الى عَمِيقٍ» (٢٨٧) ، ومن جهة اليمين يمينا وغربا ، «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ إلى الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (٢٨٨) ، ومن جهة المغرب يمينا وشمالا ، قل صدق الله العظيم ، وأما من جهة الشمال ، فليس المكتوب عليها إلا كلاما على جهة السلاطين ، كل من كانت الولاية له يكتب على اللباس في كل زمن خلافته ، «على ودّ مولانا السلطان فلان بن فلان» ، حتى يعد كثيرا من أجداده ، والسلطان الآن في عام حجنا الذي هو عام ٧٤ أربعة وسبعين بعد المائتين والألف ، عبد المجيد بن محمود خان ، ومن المكتوب عل لباس الباب خاصة ، البسملة مرارا ، و «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ، و قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» وكلمة الشهادة ، وهذا الذي تقدم كله مكتوب بالذهب ، وغير هذا من لباسها كله محشو بكلمة الإخلاص واسم الجلالة ، والكتابة فيه من نفس النسج ، إلا أنه ليس بسطر مستقيم ، بل كأنه من التزخرف على حالة لا يعرفها إلا من رآها بالعين ، والصلاة والسلام على من به يجمع بين البين.
فائدة ، في بعض فوائد ماء زمزم وخواصه ، فمنها أنه لما شرب له ، وقد نوى فيه الشافعي العلم فنال فيه ما نال ، والرمي فصار يصيب العشرة بالعشرة ، والتسعة بالتسعة ، وشربه رجل لا برة اعترضت في فمه ، وكاد يموت منها ، فزالت عنه ، وشربه آخر للعمى فشفي ، ومنها أن المنافق لا يتضلع منه ، وآية بيننا وبينهم ، ومنها
__________________
(٢٨٦) «ب» و. ٤.
(٢٨٧) سورة الحج ، آية ٢٦.
(٢٨٨) سورة البقرة ، آ. ١٢٧