ولم ينج من زمناه زمن زمن |
|
فسيّان فيه القرب والبعد وهو من (٥) |
خفي الخفا أخفا وأظهر ما ظهر) |
|
ففيم ملامي فيه إن كنت ثانيا |
إليه لما منه عناني عنانيا |
|
وقد طال في تيهائه هيمانيا |
(أهيم إذا ما شمت برقا يمانيا |
|
وإن ماست الأغصان في نسم السّحر) |
أو أبصرت بالدّور اللّوائي تطمست |
|
وآرامها بين البطاح تكنّست (٦) |
تناوير زهر النجم مهما تودّست |
|
(وتوقاد أضواء النجوم إذا رست (٧) |
أو اظلم ليل العاشقين أو اعتكر) |
|
وأدعو نحاة الحبّ هل كان معربا |
يسلّمني جمعا فمن يوم أشربا |
|
هوى الشرق قلبا لي فشرّق مغربا |
(تغرّب جسمي في التّولّه مغربا |
|
وغرب جفوني بالّدم انهلّ وانهمر) |
فما أنا إلا مفرد متفرّق |
|
وإن أنا في جمع المحبّين مغرق |
فحتّى متى بالغرب جسمي يعرق |
|
(وقلبي بالشّرق الحجازيّ مشرق |
__________________
(٥) زمناه : بليته (زمن) لسان العرب.
(٦) تطمست : اختفت معالمها.
تكنست : دخلت في الكناس ، وهو مولج الوحش من الظباء والبقر تستكن فيه من الحر.
(٧) تودست : تغطت بالنبات.