لم يدر ذو العذل ما يخفي المشوق وما |
|
تضمّنت من أليم الوجد أحشاؤه |
هم تقلقل في صدري أجمجمه |
|
واليوم قد غلب المصدور إخفاؤه (١٥) |
لم تجد سوف سوى تسويف صاحبها |
|
حتّى تفوت من المقصود آناؤه |
أرى من العجز كون الصّب في طرف |
|
من البساط وفي الثّاني أحبّاؤه |
لا يؤيسنّك ضعف عن وصولكه |
|
قد تسبق الذّود عند العود عرجاؤه (١٦) |
قلبي بتلك المغاني هائم كلف |
|
إن هام قلب فتى تامته حسناؤه |
واها لصبّ بأقصى الغرب ينعشه |
|
رجاؤه ويذيب القلب إرجاؤه |
ما الشّام قصدي وما تبديه غوطته |
|
ولا العراق وما تخفيه زوراؤه (١٧) |
كلّا ولا اليمن الزّاهي برقّته |
|
وما وشت من لطيف الصّنع صنعاؤه |
كلّا ولا أربي ما شاد تبّعه |
|
ولا الذي نمّقت من بعد أذواؤه |
__________________
(١٥) تقلقل : تحرك ، وردت في صاحب الجأش الربيط «تجلجل» وكلاهمها صحيح.
ـ جمجم شيئا في صدره : أخفاه ولم يبده.
(١٦) لا يؤيسنك : كذا في الأصل ، إلا أن الوزن لا يستقيم بها
(١٧) الغوطة : موضع بالشام كثير الماء والشجر : غوطة دمشق.
ـ الزوراء : دجلة بغداد وكذا مدينة بغداد.