ووفق بغيتك الأقدار جارية |
|
والكون في قبضتي كفيك مقهور |
فقرّ عينا وطب نفسا فأنت بحم |
|
د الله خير امرئ مسعاه مشكور |
فنحمد من أجلسكم بأشرف محل ، وأودعكم أقاليد العقد والحل ، ومدّ بكم للأمة أطناب دينها ، وجدد بكم محاسن طبعها ودينها ، ونصب لكم معاريج المجد والصعود ، فرفعكم في دوحات الجد والسعود ، فتسنمتم أسمى ذروة ، وتمسكتم بأقوى عروة ، سائرين بسيرة العمرين ، ظاهرين ظهور القمرين ، متقدمين في محاريب الإمامتين ، متلفعين بجلاليب الكرامتين ، متدفقين بعلوم الشريعتين ، متخلقين بوسوم الرفعتين ، فما أنتم في مقامكم الجليل إلا كما قال ابن الخليل :
[الكامل]
خير البرية أنت كلّهم |
|
في يومك الغادي وفي أمس |
وكذاك ما تنفكّ خيرهم |
|
تمسي وتصبح فوق ما نمس |
ونشكره على فوائض فواضلكم الضافية ، وشمول شمائلكم الشاملة الشافية ، وإحيائكم قديم السنن ، وإسدائكم عظيم المنن ، وتمهيدكم جدد المجادة والديانة ، وتشييدكم جدد الرعاية والصيانة ، فأنتم مجمع موارد الكرم ، والمورد الجامع الحرم ولعمري لأحرى من كل سرّي بقول البحتري :
[البسيط]
كأنّك السّيف حدّاه ورونقه |
|
والغيث وابله الدّاني وريقه |
هل المكارم إلا ما تجمعه |
|
أو المواهب إلا ما تفرّقه |