والأزرق ، وكانوا ممن سار مع عمرو بن العاص من الشام إلى مصر من عجم الشأم ممن كان رغب في الإسلام من قبل اليرموك ، ومن أهل قيسارية وغيرهم.
قال القضاعيّ : وإنما قيل الحمراء لنزول الروم بها ، وهط خطط بليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وفهم وعدوان ، وبعض الأزد وهم ثراد ، وبني بحر ، وبني سلامان ويشكر بن لخم وهذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر وبني نبه ، وبني الأزرق ، وهم من الروم ، وبني روبيل ، وكان يهوديا ، فأسلم. فأوّل ذلك الحمراء الدنيا خطة بليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، ومنها خطة ثراد من الأزد ، وخطة فهم بن عمرو بن قيس عيلان ، ومنها خطة بني بحر بن سوادة من الأزد.
ومن ذلك الحمراء الوسطى : منها خطة بني نبه ، وهم قوم من الروم حضر الفتح منهم مائة رجل ، ومنها خطة هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ، ومنها خطة بني سلامان من الأزد ، ومنها خطة عدوان.
ومن ذلك الحمراء القصوى ، وهي خطة بني الأزرق ، وكان روميا حضر الفتح منهم أربعمائة ، وخطة بني روبيل ، وكان يهوديا فأسلم ، وحضر الفتح منهم ألف رجل ، وخطة بني يشكر بن جزيلة بن لخم وكانت منازل يشكر مفرّقة في الجبل ، فدثرت قديما ، وعادت صحراء حتى جاءت المسودّة ، يعني جيوش بني العباس ، فعمروها ، وهي الآن خراب.
وقال ابن المتوّج : الحمراوات ثلاث : أولى ، ووسطى ، وقصوى. فأمّا الأولى : فتجمع جابر الأور ، وعقبة العدّاسين ، وسوق وردان ، وخطة الزبير إلى نقاشي البلاط طولا وعرضا على قدر ذلك ، وأمّا الوسطى : فمن درب نقاشي البلاط إلى درب معاني طولا وعرضا على قدره ، وأمّا القصوى فمن درب معاني إلى القناطر الظاهرية يعني قناطر السباع ، وهي حدّ ولاية مصر من القاهرة ، وكانت هذه الحمراوات جلّ عمارة مصر في زمن الروم ، فإذا الحمراء الأولى والوسطى هما الآن خراب ، وموضعهما فيما بين سوق المعاريج ، وحمام طن من شرقيهما إلى ما يقابل المراغة في الشرق ، وأما الحمراء الدنيا فهي الآن تعرف بخط قناطر السباع ، وبخط السبع سقايات ، وبحكر الخليليّ ، وحكر أقبغا والكوم ، حيث الأسرى ومنها أيضا خط الكبش ، وخط الجامع الطولونيّ والعسكر ، ومنها حدرة ابن قميحة إلى حيث قنطرة السدّ ، وبستان الطواشي ، وما في شرقيه إلى مشهد الرأس المعروف بزين العابدين ، وسيأتي لذلك مزيد بيان إن شاء الله تعالى عند ذكر العسكر ، وكانت مدينة الفسطاط على قسمين هما : عمل فوق ، وعمل أسفل.
فعمل فوق له طرفان غربيّ وشرقيّ ، فالغربيّ من شاطىء النيل في الجهة القبلية ، وأنت مار في الشرف المعروف اليوم بالرصد إلى القرافة الكبرى ، والشرقيّ من القرافة الكبرى إلى العسكر ، وعمل أسفل ما عدا ذلك إلى حدّ القاهرة.