ويمّمت بيدا لم أصاحب لجوّها (١) |
|
سوى جلد لا يتّقى منه فاضح (٢) |
وماضي الغرارين (٣) استجدت مضاءه (٤) |
|
إذا جرّدت يوم الجلاد الصّفائح |
ومندمج صدق الأنابيب نافذ به |
|
عند كرّي في الحروب أفاتح |
وسرت فلا ألقى سوى الوحش نافرا |
|
وقد شردت عنّي الظّباء (٥) السوانح |
تحدّق نحوي (٦) أعينا لم يلح لها |
|
هنالك إنسيّ (٧) ولا هو لائح |
وقد زأرت أسد تقحّمت غيلها |
|
فقلت : تعاوت إنها لنوابح |
وكم طاف بي للخبر (٨) من طائف بها (٩) |
|
فلم أصغ سمعا نحوها وهو صائح |
ويعرض لي وجها دميما ومنظرا |
|
شنيعا له تبدو عليه القبائح |
فما راعني منه تلوّن حاله |
|
بل ايقظ عزمي فانثنى وهو كالح |
فلمّا اكتست شمس العشيّ شحوبها |
|
ومالت إلى أفق الغروب تنازح (١٠) |
تسربلت للإدلاج جنح دجنّة |
|
فها (١١) أنذا غرسي إلى القصد جانح |
فخضت (١٢) ظلام الليل والنّجم شاخص |
|
إليّ بلحظ (١٣) طرفه لي لامح |
يردّده (١٤) شزرا إليّ كأنما |
|
عليّ له حقد به لا يسامح |
وراقب من شكل (١٥) السّماك نظيره |
|
خلا أنّ شكلي (١٦) أعزل وهو رامح |
يخطّ وميض البرق لي منه أسطرا |
|
على صفحة الظّلماء فهي لوائح |
إذا خطّها ما بين عينيّ لم أزل (١٧) |
|
أكلّف دمعي نحوها فهو طامح |
وما زلت سرّا في حشا النبل (١٨) كامنا |
|
إلى أن بدا من ناسم الصّبح فاتح (١٩) |
__________________
(١) في الكتيبة : «لجوبها».
(٢) في الكتيبة : «باطح».
(٣) الغرار : حدّ السيف.
(٤) في الأصل : «مضاه» والتصويب من الكتيبة.
(٥) في الأصل : «في الظّبا» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الكتيبة الكامنة.
(٦) في الكتيبة : «عندي».
(٧) في الأصل : «سنا لك أسنى ...» والتصويب من الكتيبة.
(٨) في الكتيبة : «للجنّ». والخبر : الناقة الغزيرة اللبن. محيط المحيط (غزر).
(٩) في الكتيبة : «لها».
(١٠) في الكتيبة : «تبارح».
(١١) في الكتيبة : «فما أبدا عزمي إلى ...».
(١٢) في الكتيبة : «وخضت».
(١٣) في الكتيبة : «بطرف لحظه لي ...».
(١٤) في الأصل : «يردّه» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الكتيبة.
(١٥) في الأصل : «شكلي» والتصويب من الكتيبة.
(١٦) في الأصل : «الخلا لزمكلي» والتصويب من الكتيبة.
(١٧) في الكتيبة : «لم يزل».
(١٨) في الكتيبة : «الليل».
(١٩) في الكتيبة : «نافح».