أبني العباس ، أيّ حلاحل |
|
سلبتكم الدّنيا وأيّ مصاد |
هل كان إلّا العين وافق سهمها |
|
قدرا فأقصد أيّما إقصاد؟ |
أخلل بمجد لا يسدّ مكانه |
|
بالإخوة النّجباء والأولاد |
ولكم يرى بك من هضاب لم يكن |
|
لولاك غير دكادك ووهاد |
ما زلت تنعشها بسيبك قابضا |
|
منها على الأضباع والأعضاد |
حتى أراك أبا محمد الرّدى |
|
كيف انهداد بواذخ الأطواد |
يا حرّها من جمرة مشبوبة |
|
يلقى لها الأيدي على الأكتاد |
كيف العزاء وإنها لرزيّة |
|
خرج الأسى فيها عن المعتاد |
صدع النّعاة بها فقلت لمدمعي |
|
كيف انسكابك يا أبا الجوّاد؟ |
لك من دمي ما شئت غير منهنه |
|
صب كيف شئت معصفر الأبراد |
بقصير مجتهد وحسبك غاية |
|
لو قد بلغت بها كبير مراد |
أمّا الدموع فهنّ (١) أضعف ناصر |
|
لكنّهنّ كثيرة التّعداد (٢) |
ثم السّلام ولا أغبّ قراره |
|
وأرتك صوب روائح وغواد |
تسقيك ما سفحت عليك يراعة |
|
في خدّ قرطاس دموع مداد |
ومن غراميّاته وإخوانيّاته قوله من قصيدة (٣) : [البسيط]
عاد الحديث إلى ما جرّ أطيبه |
|
والشيء يبعث ذكر الشيء عن سبب |
إيه عن الكدية البيضاء إنّ لها |
|
هوى بقلب (٤) أخيك الواله الوصب |
راوح بها (٥) السّهل من أكنافها وأرح |
|
ركابنا ليلنا (٦) هذا من التّعب |
وانضح نواحيها (٧) من مقلتيك وسل |
|
عن (٨) الكثيب الكريم العهد في الكتب (٩) |
وقل لسرحته يا سرحة كرمت |
|
على أبي عامر : عزّي عن السّحب |
يا عذبة الماء والظلّ أنعمي طفلا |
|
حيّيت ممسية ميّادة القضب (١٠) |
ما ذا على ظلّك الألمى وقد قلصت |
|
أفياؤه لو ضفا شيئا لمغترب |
__________________
(١) في الأصل : «فهي» وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الديوان : «الأعداد».
(٣) القصيدة في ديوان الرصافي البلنسي (ص ٣١ ـ ٣٤).
(٤) في الأصل : «يغلب» وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الديوان.
(٥) في الديوان : «بنا».
(٦) في الديوان : «ليلها».
(٧) في الديوان : «جوانبها».
(٨) في الأصل : «من» والتصويب من الديوان.
(٩) في الديوان : «الكثب» بالثاء المثلثة.
(١٠) في الأصل : «الغضب» والتصويب من الديوان.