أهكذا تنقضي نفسي لديك ظما |
|
الله في رمق من جارك الجنب (١) |
لولاك يا سرح لم يبق (٢) الفلا عطلا |
|
من السّرى ، والدّجى خفاقة الطّنب |
ولم نبت نتقاضى من مدامعنا |
|
دينا لتربك من رقراقها السّرب |
إنّا (٣) إذا ما تصدّى من هوى طلل |
|
عجنا عليه فحيّيناه عن كثب |
مستعطفين سخيّات الشؤون له |
|
حتى تحاك (٤) عليه نمرق (٥) العشب |
سلي خميلتك الرّيّا بأيّة (٦) ما |
|
كانت ترفّ بها ريحانة الأدب |
عن فتية نزلوا عليا (٧) سرارتها |
|
عفت محاسنهم إلّا من الكتب |
محافظين على العليا وربّتما |
|
هزّوا السجايا قليلا بابنة العنب |
حتى إذا ما قضوا من كأسها وطرا |
|
وضاحكوها إلى حدّ (٨) من الطّرب |
راحوا رواحا وقد زيدت عمائمهم |
|
حلما ودارت على أبهى من الشّهب (٩) |
لا يظهر السّكر (١٠) حالا من (١١) ذوائبهم |
|
إلّا التفاف (١٢) الصّبا في ألسن العذب |
المنزلين القوافي من معاقلها |
|
والخاضدين لديها شوكة العرب |
ومن مقطوعاته قوله (١٣) : [الطويل]
دعاك خليل والأصيل كأنه |
|
عليل يقضّي مدة الزمن الباقي (١٤) |
إلى شطّ منساب كأنّك ماؤه |
|
صفاء ضمير أو عذوبة أخلاق (١٥) |
ومهوى جناح للصّبا يمسح الرّبى |
|
خفيّ الخوافي والقوادم خفّاق |
وفتيان صدق كالنجوم تألّفوا |
|
على النّأي من شتّى بروج وآفاق |
__________________
(١) الجار الجنب : الذي يجاور واحدا ونسبه في قوم آخرين ، فهو في الأصل غريب.
(٢) في الديوان : «لم نبق».
(٣) في الديوان : «أخا».
(٤) في الأصل : «يحاك» والتصويب من الديوان.
(٥) في الأصل : «مموّق» ، وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الديوان.
(٦) في الديوان : «لأيّة».
(٧) في الأصل : «على» والتصويب من الديوان. والسرارة من الشيء : وسطه وأفضله.
(٨) في الأصل : «لدى جدّ» والتصويب من الديوان.
(٩) في الأصل : «أسفى من السّهب» والتصويب من الديوان.
(١٠) في الأصل : «الشكر» والتصويب من الديوان.
(١١) في الأصل : «في» والتصويب من الديوان.
(١٢) في الأصل : «التفات» والتصويب من الديوان.
(١٣) ورد منها في الديوان (ص ١١٧) فقط البيت الثاني.
(١٤) في الأصل : «الباق» بدون ياء.
(١٥) في الأصل : «صفا ضميرا وعذوبة أخلاق» وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الديوان.