على حين راح البرق في الجو مغمدا |
|
ظباه ودمع المزن في جفنه راق |
وجالت بعيني في الرياض التفاتة |
|
حبست بها كأسي قليلا عن السّاقي (١) |
على سطر خيريّ ذكرتك فانثنى |
|
يميل بأعناق ويرنو بأحداق |
وقف وقفة المحبوب منه فإنها |
|
شمائل مشغوف بمرآك مشتاق |
وصل زهرات منه صفر كأنها |
|
وقد خضلت قطرا محاجر عشّاق |
وقال ، وكلفها في حائك ، وهو بديع (٢) : [البسيط]
قالوا وقد أكثروا في حبّه عذلي (٣) |
|
لو لم تهم بمذال (٤) القدر مبتذل |
فقلت لو أنّ أمري في الصّبابة لي |
|
لاخترت ذاك ولكن ليس ذلك لي |
في كلّ قلب عزيزات مذلّلة |
|
للحسن والحسن ملك حيث جلّ ولي |
علّقته حببيّ (٥) الثّغر عاطره |
|
درّيّ لون المحيّا أحور المقل (٦) |
إذا تأمّلته أعطاك ملتفتا |
|
ما شئت من لحظات الشّادن الوجل (٧) |
هيهات أبغي به من غيره بدلا |
|
أخرى الليالي وهل في الغير من بدل؟ |
غزيّل لم تزل في الغزل جائلة |
|
بنانه جولان الفكر في الغزل |
جذلان تلعب بالمحواك (٨) أنمله |
|
على السّدى لعب الأيام بالأمل (٩) |
ما إن يني تعب الأطراف مشتغلا |
|
أفديه من تعب الأطراف مشتغل |
ضربا (١٠) بكفّيه أو فحصا بأخمصه |
|
تخبّط الظّبي في أشراك محتبل |
وقال (١١) : [الكامل]
ومهفهف كالغصن إلّا أنّه |
|
سلب التّثنّي النوم عن أثنائه |
__________________
(١) في الأصل : «الساق» بدون ياء.
(٢) الأبيات في ديوان الرصافي البلنسي (ص ١٢١ ـ ١٢٢). وجاء في المغرب (ج ٢ ص ٣٥٢) : «وقوله في غلام حائك».
(٣) في الأصل : «عذل» والتصويب من الديوان.
(٤) في الأصل : «بمزال» بالزاي ، والتصويب من الديوان. والمذال : الممتهن ، المبتذل.
(٥) في الأصل : «حبيبيّ». وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٦) في الديوان : «ألمى المقبّل أحوى ساحر المقل».
(٧) في الديوان : «الغزل».
(٨) في الأصل : «بالمحراك» ، والتصويب من الديوان.
(٩) في الديوان : «بالدول».
(١٠) في الديوان : «جذبا».
(١١) البيتان في ديوان الرصافي البلنسي (ص ٢٨).