لله درّك أيّ نجل كريمة |
|
ولدته فاس منك بعد حبالها (١) |
ولأنت لا عدمتك والد فخرها |
|
وسماك سؤددها وبدر كمالها |
اغلظ على من عاث من أنذالها |
|
واخشع لمن تلقاه من أبدالها |
والبس بما أوليتها من نعمة |
|
حلل الثّناء وجرّ من أذيالها |
خذها أبا الفضل بن يحيى تحفة |
|
جاءتك لم ينسج على منوالها |
ما جال في مضمارها شعر ولا |
|
سمحت قريحة شاعر بمثالها |
وأثل أبا البركات من بركاتها |
|
وادفع محال شكوكه بمحالها (٢) |
هذه ، أمتع الله ببقائك ، وأسعد بلقائك ، وأراها بما تؤمّله من شريف اعتنائك ، وترجوه من جميل احتفائك ، ما تعرف به من احتذائك ، وتعترف له ببركة اعتفائك ، كريمة الأحياء ، وعقيلة الأموات والأحياء ، بنت الأذواء والأقيال ، ومقصورة الأسرّة والحجال ، بل أسيرة الأساوير والأحجال ، على أنها حليفة آلام وأوصأب ، وأليفة أشجان وأطراب ، صبابة أغراب من صيّابة أعراب ، جاورت سيف بن ذي يزن في رأس غمدان ، وجاوزت مسلمة بن مخلد يوم جابية الجولان ، وذلقت لسان ابن أخته حسّان ، فتضاءلت لرقة حدّه جسوم بني عبد المدان ، وقرّبه وما شيم من غمده قيد ابن الإطنابة بين يدي النّعمان ، قربت ببني جفنة مزار جلّق ، وسعرت لبني تميم نار محلق ، ومرّت على معتاد غالب فما أنست ناره ، وطافت ببيت عبد الله بن دارم فلم ترض جواره ، ولو حلّت بفنائه ، واستحلّت ما أحلّ لها من مبذول حبائه ، لاغتفر لها ما جنته ببطن أواره ، ولحلّت لها حبوتا مجاشع وزراره ، مزقت على مزيقيا حللا ، وأذهبت يوم حليمة مثلا ، وأركبت عنزا شرّ يومها يجدع جملا ، وناطت بأذن مارية قرطها ، وجرّت على أثر الكندي مرطها ، وقفها بين الدّخول فحومل فوقفت ، وأنفها يوم دارة جلجل فأنفت منه وما ألفت ، عقر ناقته وانتهس عبيطها ، ودخل خدر عنيزة وأمال غبيطها. أغرت أبا قابوس بزياد ، وأسرجت للزبيدي فرس أبي داود ونافرت بحاتم طيّ كعب إياد ، وساورت للمساور ، بمثل جوده السّائر. ولئن بلت الجعفري لبيدا ، فلقد استعبدت الأسدي عبيدا ، وقطعت به في أثر سليماه الأسدية بيدا ، أرته المنيّة على حربة هندها الملحوب ، وما حال قريضه ، دون جريضه ، وأقفر من أهله ملحوب ، وما زالت تخبط في شعاب الأنساب فترشد ، وتنشد ضالتها اليمانية ، فتنشد : [الكامل]
إن كنت من سيف بن ذي يزن |
|
فانزل بسيف البحر من عدن |
__________________
(١) في الأزهار : «حيالها».
(٢) في الأزهار : «من آلها».