وقع فى عدة أخطاء ؛ أحدها من النساخ لا منه فيما أرجح (١) ، والباقى يتعلق بتاريخ قدوم بعض الغرباء إلى مصر (٢) ، وتواريخ وفياتهم (٣) ، ومدة ولاية أحد الولاة على مصر (٤) ، وتاريخ عزل أحد القضاة فى مصر (٥).
٧ ـ بعض السمات الخلقيّة ، والخلقيّة :
حرص مؤرخنا على تتمة الصورة ، التى يحاول رسمها لمترجميه ، حتى كأننا نراهم رأى العين. ومن هنا ألفيناه ـ ما أسعفته المادة ـ يذكر ما تيسر من ملامح شخصياتهم الخلقيّة والخلقية. والذي يلفت النظر حقّا أن ما يأتى به من صفات خلقية مركز ومقتضب فى كلمة أو كلمتين عامة ، وغالبا ما يرد ذكر ذلك بعد تاريخ وفاة المترجم له ؛ مما يشير إلى معنى خفىّ ، يريد مؤرخنا الإيحاء به بطريق غير مباشرة ، ألا وهو أن ما يبقى أثره وذكره للمرء بعد وفاته ، إنما هو العمل الصالح ، والذكر الطيب. أما الخلق الردىء ، فإنه يمسى عارا يصم صاحبه على مر العصور والدهور.
لقد ركز ابن يونس فى كتابيه ـ إلى جانب سرد بعض الصفات الخلقيّة (٦) ـ على إيراد الصفات الخلقيّة الطيبة غالبا (٧) ؛ كى تكون نبراسا يسير الناس على ضوئها ، ويتأسون بها.
__________________
فالراجح أنه توفى سنة ١٩٢ ه ، وهو التاريخ المذكور فى رواية أخرى (عن غير ابن يونس) فى (تهذيب التهذيب) ٦ / ١٩٩ ، والتقريب ١ / ٤٨٩. والغالب ـ عندى ـ أن التاريخ المذكور فى كتاب ابن يونس هو تاريخ الميلاد لا الوفاة ـ ولعله من خطأ النساخ ـ بدليل أن ابن حجر ذكر فى (التقريب) أن المترجم له عاش (٧٤ سنة).
(١) راجع (تاريخ الغرباء) ، ترجمة ٥٥٧ (هامش ٥).
(٢) السابق (ترجمة ٦١٧ ، وهامش ٥).
(٣) السابق : (ترجمة ٤٥٠ ، وهامش ٧) ، و (ترجمة ٦٣٥ ، وهامش ٦) ، و (ترجمة ٦٤١ ، وهامش ٧).
(٤) السابق : (ترجمة ٤٦١ ، وهامش ١١ ص ١٧٥ ـ ١٧٦).
(٥) السابق (ترجمة ٣١٧ ، وهامش ٤).
(٦) سواء كانت فى أصل الخلقة ، أم كانت طارئة ، أم حادثة مكتسبة ، مثل : لون البشرة ، ومقدار القامة ، والخصاء ، والعمى ، والحول ، والنظافة ، وثقل السمع ، وخضاب اللحية ، والقذارة (راجع تلك الصفات فى (تاريخ المصريين) أرقام : (٧٦ ، ١٢٠ ، ١٣٦ ، ٢٩٨ ، ٣٣٠ ، ٤٠٥ ، ٤٢٥). وفى (تاريخ الغرباء) أرقام : (٣٠ ، ٦٤ ، ٢٩٠ ، ٤٠٧ ، ٤٨٤ ، ٥٢١ ، ٥٣٠ ، ٥٥٧ ، ٥٧٥ ، ٦٩٧).
(٧) كالصلاح ، والفضل ، والزهد ، والدين (راجع : «تاريخ المصريين» أرقام : (٢٢ ، ٧٥ ، ١٤٣ ،