بيد الأجانب إلا قليلا من الأهالي كما أنه دخل في جمعه واستخراج زيته قليل من الأجانب عندما استخدمت المعامل بالبخار لإخراج الزيت ، وهي قليلة بل ليس منها إلا واحدة في الحاضرة ، وهناك قليل من المعاصر على النحو المخترع في أوروبا والأكثر على النحو القديم الذي صنعه الأندلس أو نوع آخر أقدم منه وكلاهما لا يتقن إخراج الزيت من زيتونه ، وأما صناعة الشاشية فإنها كانت هي عيال أكثر أهل الحاضرة ومنذ صنعت الشاشية بالمعامل في أوروبا رخصت ولا زال صناعها في تونس متمسكين بالآلات القديمة وهي تكلفها غالية فلا زالت في تناقص إلى أن كادت أن تكون مقصورة على أهالي القطر وقليل من غيرهم ، وبقي من حوانيتها نحو ثلاثين أعني الذين يخدمون حقيقة بعد أن كانت حوانيت هاته الصناعة تبلغ نحو الألف ، وبسبب ذلك بقي أكثر الناس في الحاضرة بلا صناعة ويوجد من الصنائع في الحاضرة صنعة البلغة وهي نوع من الأحذية وهي رائجة ، وصناعة الكنترة نوع مما ذكر وهي رائجة وهي بيد اليهود والإفرنج ، وأصحاب صناعة السبابط التي هي نوع مما ذكر أفلسوا لأنهم لا زالوا متمسكين بخياطتها على الهيئة القديمة والناس تركوها وأنفوا من جعلها على أسلوب الكنترة لمجرد الإعتياد إلى أن أفلسوا ولم يجدوا هاديا يحملهم على مصلحتهم ، وكذلك توجد صناعة العطارين أي الطيب والحرائرية أي نساجي الحرير وصناعتهم متقنة وفيها بعض رواج ، ويصنعون أشياء مخلوطة من الحرير وخيوط الفضة ونوعا من الحرير الصرف المسمى بالمختم وفي بعض أنواعها رغبة في حواضر أوروبا لو يوجد لها مروج سيما الطيلسانات ، ويوجد أيضا صناعة التوارزية أي الخياطين ولهم براعة في خياطة الإبرسيم على أشكال من النوار بديعة في سراويل النساء وغيرها ، وكذلك صناعة الحياكة للمنسوجات الصوفية ، وفيها رواج كبير لأوروبا وغيرها ، ولو تجد المروج لكانت من أعظم أسباب الرفاهية للقطر ، وتوجد صناعة الصاغة وصناعة السروج ولأصحابها براعة في الطرز في الحرير والفضة والعدس ، أي قطع من الفضة مموهة بالذهب مثقوبة الوسط ليمسكها خيط الطرز ، وكذلك صناعة الحدادة وهي قاصرة ولمن وفد من الأوروباويين التقدم التام على الأهالي ، وكذلك صناعة النجارة أي نحت الأخشاب ولأهلها براعة فيها ، وكذلك البناية وكذلك النقاشة أي نحت الأحجار ، وكذلك صناعة طرز الحرير والصوف والخيط والقطن والفضة والعدس على المنسوجات ، وهي خاصة في النساء وزدن في هاته المدة تقدما فيها بما تعلمن من الأوروباويين حتى صارت تقوم بعائلات ، وتوجد صنائع للسلاح بأنواعه لكنها متأخرة ، ويوجد معمل للمدافع وآخر للسفن وكلاهما معطل ، وتوجد معامل كثيرة للكراريس ، وكذلك توجد صناعة النسج للقطن وهي ضعيفة رديئة ، وكذلك صناعة تجليد الكتب وهي حسناء ، وصناعة النسخ وهي قليلة وكذلك صناعة نقش حديدة أي النقش في الجص التي هي من أبدع الصناعات التحسينية على الجدران ، وكذلك صناعة الدهن أي التلوين وصناعة الفخارين أي صنع الأواني من الطين ، وكذلك نوع يسمى بالجلميز مما يلصق على الجدران وعلى أراضي البيوت ولكن نوعه رديء ولأهله اقتدار على