وقوله عليهالسلام في حديث العامري حين سأله فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : سل عنك (١) ، أي سل عما شئت وهي لغة بني عامر ، وأما كلامه المعتاد صلىاللهعليهوسلم وفصاحته المعلومة وجوامع كلمه وحكمه المأثورة فقد ألف الناس فيها الدواوين وجمعت في ألفاظها ومعانيها الكتب ، ومنها ما لا يوازى فصاحة ولا يبارى بلاغة كقوله عليه الصلاة والسلام : «المسلمون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم» (٢) وقوله صلىاللهعليهوسلم : «الناس كسنان المشط (٣) ، والمرء مع من أحب (٤) ، ولا خير في صحبة من لا يرى لك ما ترى له (٥) ، والناس معادن (٦) ، وما هلك امرؤ عرف قدره (٧) ، والمستشار مؤتمن وهو بالخيار ما لم
__________________
ـ فقال عبد الوارث ، اليد العليا : المتعففة. وقال أكثرهم عن حماد بن زيد عن أيوب : المنفقة. وقال واقد عن حماد : المتعففة. قال الخطابي : رواية المتعففة أشبه وأصح في المعنى ، لأن ابن عمر ذكر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر هذا الكلام وهو يذكر الصدقة والتعفف عنها فعطف الكلام على سببه الذي خرج عليه وعلى ما يطابقه في معناه أولى. وقد يتوهم كثير من الناس أن معنى العليا : أن يد المعطي مستعلية فوق يد الآخذ يجعلونه من علو الشيء إلى فوق وليس ذلك عندي بالوجه ، وإنما هو من علا المجد والكرم يريد التعفف عن المسألة والرفع عنها ا ه.
(١) الحديث في كنز العمال للمتقي الهندي برقم ٣٥٥٩ وفي ابن عساكر ١ / ٣٧٥ وفي دلائل النبوة لأبي نعيم عن شداد بن أوس ، وفي مناهل الصفا ص ٤٨ رقم الحديث ٩٨.
(٢) الحديث في سنن أبي داوود برقم ٢٧٥١ وفي سنن ابن ماجه ١٦٨٣ وفي المستدرك للحاكم ٢ / ١٤١ وفي السنن الكبرى للبيهقي ٨ / ٢٩ وفي مصنف عبد الرزاق برقم ٤٠٣ وفي مشكاة المصابيح للتبريزي برقم (٣٤٧٥ ـ ٣٤٧٦) وفي نصب الراية للزيلعي ٣ / ٣٩٣ وفي شرح السنة للبغوي ١٠ / ١٧٢ وفي تلخيص الحبير لابن حجر ٤ / ١١٨ وفي كنز العمال (٤٤٠ ـ ٤٤٤) وفي مسند الإمام أحمد ٢ / ١٩٢.
(٣) الحديث في الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٦٨ وفي الأمالي للشجري ٢ / ١٤١ و ١٤٣ وفي العزلة لأبي خطاب البستي ٥٥ وفي اللآلىء المصنوعة للسيوطي ٢ / ١٥٦ وفي مناهل الصفا ص ٤٩ رقم الحديث ١٠٠ وفي كشف الخفاء للعجلوني ٢ / ٤٥١.
(٤) الحديث في البخاري برقم (٦١٦٨ و ٦١٧٠) وفي صحيح مسلم كتاب البر والصلة رقم ١٦٥ وفي سنن أبي داوود برقم ٥١٢٧ وفي الترمذي ٢٣٨٦ وفي المسند للإمام أحمد ١ / ٣٩٢ و ٣ / ١٠٤ ـ ٢١٣ و ٢٦٨ ، وفي المعجم الكبير للطبراني ٨ / ٦٥ و ٧٠ وفي سنن الدارقطني ١ / ١٣٢ وفي مجمع الزوائد للهيثمي ١ / ٢٨٦ و ٩ / ٣٦٤ و ١٠ / ٢٨٠ وفي شرح السنة للبغوي ١٣ / ٦١ وفي مشكاة المصابيح للتبريزي برقم ٥٠٠٨ وفي المغني للعراقي ٣ / ١٩٤ و ٤ / ٢٨٧ وفي إتحاف السادة المتقين للزبيدي ٨ / ٧٢ و ٩ / ٥٤٩ وفي الدر المنثور للسيوطي ٦ / ٨٦ وفي حلية الأولياء ٤ / ١١٢ ، ٥ / ٣٧ ، ٦ / ٢٧٥ و ٧ / ٣٠٨ وفي كنز العمال (٢٤٦٨٤ ـ ٢٥٥٥٢).
(٥) الحديث في إتحاف السادة المتقين ٦ / ١٩٨ و ٢٤٣ وفي كشف الخفاء للعجلوني ٢ / ٤٩٨ و ٥٠٥ وفي الفوائد المجموعة للشوكاني ٢٦٠ وفي تاريخ بغداد ٧ / ٥٧ وفي الكامل لابن عدي ٣ / ١٠٩٧.
(٦) الحديث في مسند الإمام أحمد ٢ / ٤٦٨ وفي المستدرك للحاكم ٣ / ٢٤٣ وفي مصنف عبد الرزاق ٢٠٦٤١ وفي الأمالي للشجري ١ / ٦٤ وفي حلية الأولياء ٦ / ٢٥٦ وفي المغني للعراقي ١ / ٦ وفي العزلة لأبي خطاب ٥٤ وفي إتحاف السادة المتقين ١ / ٧٤ وفي كشف الخفاء للعجلوني ٢ / ٤٣٢ وفي صحيح مسلم برقم ٢٠٣١ وفي الكامل لابن عدي ٦ / ٢٢١٣ وفي مجمع الزوائد للهيثمي ١ / ١٢١.
(٧) الحديث في تاريخ ابن السمعاني من حديث علي وفي مناهل الصفا ص ٤٩ برقم ١٠٤.