أمورا عجيبة خطيرة ...» وذكر فيه البلدان التي رحل إليها من أوروبا وآسيا وأفريقيا ، وتوسع في مواضع شتى من الكتاب ، وأرخ فيه للقطر التونسي من زمن الفتح الإسلامي إلى حين دخول فرنسا فيه ، وبلاد الجزائر أيضا وحروب فرنسا فيها كذلك الديار المصرية والثورة العرابية وغير ذلك من الفوائد التاريخية التي أثرت بحق المكتبة العربية.
ظل هذا الكتاب حبرا على ورق زمنا طويلا إذ لم يبادر الباحثون والدارسون بتفحصه كمادة للدراسة والتوسع فيه وأخذ ما يرونه مفيدا للتصدي للغزو الفكري الجديد لما يحمله بين دفتيه من صورة للماضي نستخلص منها عبرة للمستقبل. ولا شك أن قضية الغزو الفكري لتاريخنا تشغل بال وأذهان المثقف العربي كما تشغل بال المنظر السياسي سواء بسواء.
بهذا الجهد المتواضع أرجو أن أكون قد وفقت في وضع لبنة جديدة تسد فراغ ما في المكتبة العربية. وإضافة ما يمكن أن ينمي تراثنا العربي ويطوره.
ولا أنسى في هذا المقام أن أتقدم بالشكر والعرفان بالجميل لكل من أسهم في إخراج هذا البحث ، وأعانني على تذليل عقباته ، من الأصدقاء المخلصين والأهل والأساتذة الأفاضل وفي مقدمتهم ابن العم نهاد بن حمدي الجنّان جزاهم الله عني كل خير.
هذا ما حاولت صنعه ولا أدعي أنني بلغت بهذا كمالا فالكمال لله وحده ، لكنها محاولة آمل أن يجد فيها الدارس والباحث ما يصبو إليه ، وإن كان ثمة شيء يذكر فهو ثنائي على أجدادي وأساتذتي الذين منهم تعلمت وعلى كتبهم عولت ومن آثارهم اقتبست غفر الله لهم ولي آمين.
|
مأمون بن محيي الدين الجنّان مشق ٢١ / ١١ / ١٩٩٥ د ص. ب ٢٩١٧٣ |