خاصا فمن مهمات كلياته أنّ الحاكم العام له النظر العمومي على أقسام المملكة كلها وما يتبعها وتصرفه مقيد بمجلس شورى مركب من أعيان الإنكليز المقيمين في الهند ومن أحد كبراء الأهالي ، وهذا المجلس والرئيس عليه الذي هو الحاكم العام تحت احتساب مجلس الندوة في لندرة ومسؤول له ، والواسطة بين الدولة والحاكم العام هو وزير الهند في لندره وله في الوزارة مجلس عدد أعضائه خمسة عشر وكاتبان ، ومن حقوق مجلس الهند المذكور إنشاء القوانين العامّة في الهند وتنظيم الإدارة السياسية والعسكرية وإنشاء الأحكام العامّة ، وما ينشؤه هذا المجلس إذا وافق عليه مجلس الندوة في لندره يصير معمولا به في ممالك الهند.
ثم لكل من الأقسام الثلاثة الكبرى المذكورة حاكم خاص ومجلس شورى مركب من أعيان الأهالي وأعيان الإنكليز تحت رياسة الحاكم ، ومن وظائف هاته المجالس إنشاء قوانين الأحكام الخاصة بقسمهم وعرضها على الحاكم العام وبعد نظره هو ومجلسه فيها والتصديق عليها يرفعها إلى الندوة بلندره كما تقدم ، كما أن للمجالس الثلاثة المذكورة الإحتساب على سيرة الحكام في قسمهم والنظر على الضابطية المكلفة بالأمور السياسية والأحوال العرفية ، ولهم النظر على الملوك والأمراء الراجعين إلى قسمهم ، كما أن لحكام هاته الأقسام المقيد تصرفهم بالمجالس قوة على التنفيذ بواسطة القوّة العسكرية ، ثم لكل قسم ولايات فرعية ومنها الممالك والإمارات المستقلة ، وكل من هاته الولايات لها مجالس إدارة تحت رياسة الوالي أو الأمير أو الملك ، ويتصرف بمشاركة نظر المجلس في الإدارة السياسية والمالية والعسكرية ، والمتوظفون يكونون بحسب أهالي الولاية : إما من مسلمين فقط أو هنديين فقط أو مختلطين ، والتصرفات الصادرة من هؤلاء سواء كانت حكمية أو سياسية أو مالية يمكن رفعها لمجلس القسم الراجعة الولاية إليه وله تحقيق النظر في النازلة على قواعد عندهم في ذلك ، وهكذا الأحكام الشخصية في كل ولاية لها مجلس وقوانين يتصرفون بمقتضاها ، وهاته القوانين قواعدها الكلية هي قواعد أحكام الإنكليز.
غير أن لكل ولاية قوانين خاصة مطابقة للعوائد والعرف المتعارف فيها ، أمّا ما يرجع إلى الزواج والإرث والملك ، فإن الأهالي تجرى عليهم أحكام ديانتهم بواسطة مجالس من أهل الديانة ويمكن رفع أحكامهم إلى مجلس الولاية ومنه إلى غيره إلى أن ينتهي إلى المجلس العام ، والديانات التي لها متوظفون هناك من الدولة هي الديانة الإسلامية والبرهمية وما أشبههما من الديانات المجوسية والوثنية ولهم خرافات مبسوطة في كتب الكلام ، والسكان الآن مختلطون من عرب وفرس وأوروباويين وهنود أصليين ، والمعارف عندهم الآن في تقدّم سيما العلوم الكيمياوية والحكمية لفتح الإنكليز هناك المدارس مشتملة على ما في أوروبا من المعارف ، واقتدت بهم الأهالي حتى ضعفت تجارة الإنكليز بما ينتج من مصنوعات البلاد والعلوم الإسلامية نافقة السوق ولها فحول مؤلفون منهم : سلطان