بني أسد ، فكتب «سنان» إلى الملك الصّالح كتبا عدّة في إطلاقها ، فلم يطلقها ، فأرسل جماعة من الرّجال معهم النفط والنار ، فعمدوا إلى الدّكان التي في رأس «الزجّاجين» من الشّرق في القرنة ، فألقوا فيها النار.
فنهض نائب رئيس البلد بمن معه في المربّعة ، والجماعة المرتّبون لحراسة الأسواق ، وأخذوا السّقّائين ليطفئوا الحريق ، فأتى الإسماعيليّة من أسطحة الأسواق ، وألقوا النار والنفط في الأسواق ، فاحترق سوق البزّ الكبير ، وسوق العطّارين ، وسوق مجد الدّين ، المعدّ للبز ، وسوق الخليع ، وسوق الشراشين ـ وهو الآن يعرف بالكتّانيّين ـ وسوق السرّاجين ، والسّوق الذي غربيّ الجامع ، جميعه ، إلى أن انتهى الحريق إلى المدرسة الحلاويّة (١).
واحترق للتجّار والسّوقيّة ، من القماش شيء كثير ، وافتقر كثير منهم بسبب ذلك ، ولم يظفروا من الاسماعيليّة بأحد ، وذلك في سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
ومات سيف الدّين غازي ، صاحب الموصل ، ووليها أخوه عزّ الدّين مسعود ، وذلك في سنة ستّ وسبعين وخمسمائة.
وكان الملك الصّالح في هاتين السنتين رخيّ البال ، مستقرّا في مملكته ، سالكا في الإحسان إلى أهل حلب طريق أبيه ، عفيف اليد والفرج
__________________
(١) ذكر ابن شداد بعض أسواق حلب في كتابه الأعلاق ، كما ذكر بعضها ابن الشحنة ، واهتم بها طلس في كتابه الآثار الإسلامية ، راجع الفهارس.