ووصل أخوه «الملك العادل» ، من مصر ، وعقد لابن أخيه «تقيّ الدّين عمر» ، على ولايتها ، فسار إليها في نصف شعبان.
وعاد السّلطان الملك الناصر إلى دمشق ، والملك العادل أخوه معه ، فعقد له على ولاية حلب ، وسار إليها في ثاني شهر رمضان ، فوصلها ، وصعد قلعتها في يوم الجمعة ، ثاني وعشرين من شهر رمضان ، وخرج السّلطان الملك الظّاهر منها ومعه «يازكج» ، فوصل إلى والده في شوّال.
ويقال إنّ «الملك العادل» دفع إلى السّلطان ، لأجل حلب ، ثلاثمائة ألف دينار مصريّة ، وقيل دون ذلك ، وكان السّلطان محتاجا إليها لأجل الغزاة ، فلذلك سلّم إليه حلب ، وأخذها من ولده.
ولما دخلها «الملك العال» ، ولّى بقلعتها صارم الدّين بزغش ، وولّى الدّيوان والأقطاع والجند ، واستهداء الأموال ، وشحنكيّة البلد : «شجاع الدّين محمّد بن بزغش البصراوي» ، واستكتب الصّنيعة ابن النحّال ـ وكان نصرانيا ـ فأسلم على يديه ، وولّى وقوف الجامع فخر الدّين أحمد بن عبد الله بن القصري ، وأمره بتجديد المساجد الدّاثرة بحلب ، والقيام بمصالحها ، وتوفير أوقافها عليها ، وان لا يتعرّض لوقف المسجد الجامع ، بل