يوفّر وقفه على مصالحه ، ولا يرفع إلى «الزّردخاناه (١)» إلا ما فضل عن ذلك كلّه ، وجدّد في أيامه مساجد متعدّدة كانت قد تهدّمت.
ووقع في أيامه وقعة بين الحنفيّة والشافعيّة ، وصار بينهم جراح ، فصنع لهم الملك العادل دعوة في الميدان الأخضر ؛ وأصلح بين الفريقين ، وخلع على الأكابر من الفقهاء والمدرّسين ، وهدم الحوش القبليّ الشّرقيّ الذي كان للقلعة ، وهو ما بين الجسرين تحت المركز ، ورأى أن يسفّحه ، فسفّحه السّلطان الملك الظّاهر بعده ، وكتب عليه اسمه بالسّواد إلى أن غاب في أيام ابنه الملك العزيز فجدّد ، وزالت الكتابة ، وبقي بعضها.
ووصل رسول الخليفة شيخ الشّيوخ «صدر الدّين عبد الرّحيم بن اسماعيل» ، إلى السّلطان «الملك النّاصر» ، في الاصلاح بينه وبين عزّ الدّين ـ صاحب الموصل ـ وورد معه من الموصل القاضي محيي الدّين أبو حامد بن الشّهرزوري ، الّذي كان قاضي حلب ثم تولّى قضاء الموصل ، والقاضي بهاء الدين أبو المحاسن بن شدّاد ، الذي صار قاضي عسكر السلطان «الملك الناصر» ، وولى قضاء حلب في أيام ابنه الملك الظّاهر ، ولم يتفق الصلح. بينهما (٢).
__________________
(١) الزردخاناه : مستودع حفظ الأسلحة ، ويبدو من النص أنه كان يحفظ به ما فضل من دخل الأوقاف.
(٢) مكث ابن شداد لدى صلاح الدين وهو الذي ألف حوله كتاب المحاسن اليوسفية.