دمشق مع السلطان.
ووصل إليه «شيخ الشّيوخ» بالخلع ، من الخليفة النّاصر ، له ولأخيه «الملك العادل» ، ولابن عمّه ناصر الدّين (١) ، فلبسوها ، ثم خلع السّلطان ، بعد أيّام خلعته الواردة من الخليفة على نور الدّين بن قرا أرسلان.
وورد إليه رسول مظفّر الدّين بن زين الدّين ، يخبره أن عسكر «الموصل» ، وعسكر «قزل» نزلوا على «إربل» ، وأنهم نهبوا وأخربوا ، وأنّه انتصر عليهم ، ويشير عليه بقصد الموصل ، ويقوّي طمعه ، وبذل له إذا سار إليها خمسين ألف دينار ، فعند ذلك هادن الفرنج مدّة.
ورحل من دمشق في ذي القعدة من سنة ثمانين ، فوصل حلب وأقام بها إلى أن خرجت السنة ، وسار منها إلى «حرّان» ، والتقاه مظفر الدين بالبيرة ، في المحرم سنة إحدى وثمانين ، وعاد معه إلى «حرّان» ، وطالبه بما بذل له من المال ، فأنكر ذلك فأحضر رسوله العلم بن ماهان ، فقابله على ذلك ، فأنكر ، فقبض عليه ، ووكّل به.
ثم أخذ منه مدينتي حرّان والرّها ، وأقام في الاعتقال إلى مستهل شهر ربيع الأول ، ثم أطلقه خوفا من انحراف الناس عنه ، لأنهم علموا أنه الذي ملّكه البلاد الجزرية ، وأعاد عليه «حرّان» ، ووعده باعادة الرها ، إذا عاد من سفرته ، فأعادهما عليه.
__________________
(١) ابن أسد الدين شيركوه ، وكان إقطاعه حمص.