عشرة واحد ، ولم يخرجوا من «أنطاكية» حتى ملؤوها قبورا.
ووصل الملك إلى «طرابلس» ، في نحو ألفي فارس ، لو صادفهم مائة من المسلمين لأخذوهم ، ووصلوا إلى «عكّا» رجالة ضعفاء ، لا ينفعون ، ومات ابن ملك الألمان على «عكّا» في ذي الحجة ، من سنة ستّ (١).
ووصل إلى المسلمين «بعكا» الأسطول المصري في خمسين شينيّا غنم في طريقه إليها بطس ومراكب فرنجية ، أسر رجالها وغنم أموالها ، وجرى له مصادمات مع مراكب الفرنج المحاصرة لعكا ، كانت الغلبة فيها للمسلمين ، فدخلوا إلى عكّا ، وتماسكت بما دخل فيها من الأقوات والسّلاح ، وكان دخولها في يوم الأثنين رابع عشر شعبان ، من سنة ستّ وثمانين.
وفي هذا الشهر ، جهّز الفرنج بطسا متعدّدة ، لمحاصرة «برج الذّبّان» ـ وهو على باب ميناء عكا ـ فجعلوا على صواري البطس برجا ، وملؤوه حطبا ونفطا ، على أنهم يسيرون بالبطس ، فاذا قاربت «برج الذّبان» ولا صقته ، أحرقوا البرج الّذي على الصّاري ، وألصقوه ببرج الذّبان ، ليلقوه على سطحه ، ويقتل من عليه من المقاتلة ويأخذونه.
وجلعوا في البطسة وقودا كثيرا ، ليلقوه في البرج إذا اشتعلت النار فيه. وعبؤوا بطسا ملؤوها حطبا ، على أنهم يدفعونها لتدخل بين بطس المسلمين ، ثم يلهبونها لتحرق بطس المسلمين.
__________________
(١) انظر المحاسن اليوسفية ص ٨٧ ـ ٩٤.