ولما دخل السلطان الملك الظّاهر من الّلاذقية ، سيّر عسكرا من عسكر حلب ، نجده لأخيه الملك الأفضل ، ووصل الملك العزيز والملك العادل ، فنزلا على دمشق ، وحصراها ، وتسلّمها الملك العزيز بمخامرة أوجبت دخول الملك العادل من «باب توما» ، والملك العزيز من باب «الفرج».
وخرج الملك الأفضل من القلعة ، وعوّض عن دمشق بصرخد ، فسار إليها ، ووصل «الملك الظافر» إلى أخيه «الملك الظاهر» إلى حلب ، فأكرمه ، واحتفل به ، وذلك في شعبان من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
وشرع «الملك الظاهر» في حفر الخنادق بحلب وتحصينها ، وسيّر القاضي بهاء الدّين ، وغرس الدّين قلج ، إلى الملك العزيز ، يطلب موافقته ، وكان قد رحل إلى مصر ، وأبقى الملك العادل بدمشق.
وخرج «الملك الظاهر» إلى «مرج دابق» ، وأقام بها ، وأظهر أن صاحب «مرعش» عاث في بلد «رعبان» ، وسيّر يقدمه عسكره إلى «عين تاب» ، فخاف صاحبها حسام الدّين بن ناصر الدّين ، وحفظ القلعة.
ونزل العسكر في الربض مظهرين أن لا غرض لهم في حصار القلعة ، بل لشدّة البرد والثلج. ثم أظهر أن صاحب مرعش سيّر إلى «الملك الظاهر» ، واعتذر ، وانقاد إلى طاعته ، وحلف له.
فرحل السّلطان إلى «الراوندان» ، وأقام بها ثلاثة أيام ، ورحل إلى «عزاز» ليلا ، وهي في أيدي نواب الأمير «سيف الدّين بن علم الدّين عليّ بن سليمان بن جندر» ، وكان مريضا بحلب ، فأراد السّلطان أن يصعد