«تدمر». وسار الملك الظّاهر إلى حلب ، ووصل بعده بغال الثقل ، دون الجمال على البريّة ، حتى وصلوا إلى «القريتين» ، ولحقهم الملك الكامل «بالقريتين» ، وهو مسرع إلى الشرق ، ووقع عسكر حلب على قطعة من أصحابه ، فظفروا بهم.
فلما وصل الملك الكامل ، وقد دخل ثقل السّلطان إلى «القريتين» ، سيّر إلى مقدّم عسكر حلب «علم الدين قيصر الناصريّ» ، واستدعاه وقال له : «ما بيننا وبينكم إلّا الخير ، وما جئنا لنتبعكم ، فردّوا علينا ما أخذتم لنا». ففعل ذلك ، وسار الملك الكامل إلى الشرق ، ووصلت البغال إلى حلب ، في تاسع عشر شهر ربيع الأوّل.
وأما الملك الأفضل ، فانّه توجّه من «رأس المآء» إلى مصر ، وتوجّه ثقل الملك الظاهر وخزانته معه إلى مصر. وخرج الملك العادل من دمشق ، وسار خلفه إلى مصر ، فدخلها ، وهرب الملك الأفضل إلى «صرخد».
واستولى الملك العادل على الديار المصرية ، في صورة الكافل ، والمربّي ، للملك المنصور محمد بن العزيز ، وسيّر خزانة «الملك الظّاهر» ، وبقية ثقلة جميعه إليه ؛ وخفر أصحابه حتى وصلوا إلى حلب ، في نصف جمادى الأولى ، والسّلطان «بتلّ السلطان» ، فدخل إلى حلب.
ووصلته رسل الملك العادل تطلب منه الموافقة ، فلم يجبهم إلى ذلك ، وخرج إلى «بكاس» و «حارم» فمرض. ودخل حلب ، واشتدّ مرضه ، وطلب إليه إلى القلعة الزهاد الّذين كانوا بحلب ، مثل أبي الحسن