ودخلت سنة ست وتسعين
والحصار على دمشق على حاله ، وأكثر الأجناد يحملون الأزواد في اللّيل ، ويبيعونه على أهل البلد ، فأخرج الملك العادل خزائنه جميعها ، ثم اقترض من التّجار جملة كبيرة ، وأمر بعمل الرّوايا والقرب ، للصعود إلى مصر ، واستدعى ابنه الملك الكامل من البلاد الشرقيّة ، فجمع وحشد.
وسيّر الملك الظاهر إلى سيف الدّين بن علم الدّين ، وإلى الملك المنصور صاحب حماة ، فاجتمعوا على «سلمية» ليمنعوا الملك الكامل من العبور ، فعبر في جيش عظيم ، لم يكن لهما به طاقة ، فانحازوا إلى «حماة» ، وساق سيف الدين بن علم الدين ، وأعلم السلطان الملك الظّاهر بذلك.
ووصل الملك الكامل إلى دمشق ، فرحل الملك الظّاهر ، والملك الأفضل ، إلى «مرج الصّفر» ، ثم إلى «رأس المآء».
ورحل الملك الظّاهر ، وأخفى نفسه جريدة إلى ناحية «صرخد» ومعه الملك المجاهد صاحب حمص ، وسار إلى طرف «السّماوة» ، وخرجوا إلى