أخيه ركن الدّين ، أن يتغيّر قلبه عليه بسببه ، وأنّه ربّما يطلبه منه ، فلا يمكنه تسليمه إليه ، فأعرض عنه. فدخل إلى «ابن لاون» ، ثم خاف منه ، فانهزم ، وترك عنده مالا وافرا ، فاحتوى عليه فردّه عليه ، عند هذه الهدنة. ودفع إليه جميع الأسرى من المسلمين ، الذين كانوا في بلاده ، وأن لا يعرض لبلاد السّلطان الملك الظاهر. ووصلت نجدة حلب إلى حلب.
وخرج العادل من دمشق ، في سنة ستّ وستمائة ، وطلب من الملك الظّاهر نجدة ، تكون معه إلى الشرق ، ليمضي إلى خلاط ، لدفع «الكرج» عنها ، فسيّر إليه نجدة ، وعبر «الفرات». فلما وصل إلى «رأس عين» ؛ رحل «الكرج» عن خلاط ، ووصل إليه صاحب «آمد» ، فسار في العسكر إلى «سنجار» ، وأقطع بلد الخابور ، ونصيبين.
ونزل على «سنجار» محاصرا لها ، وشفع إليه مظفّر الدّين بن زين الدّين ، في صاحب سنجار ، فلم يقبل شفاعته. وقال : «لا يجوز لي في الشّرع ، تمكين هؤلاء من أخذ أموال بيت المال في الفساد ، وترك خدمة الأجناد ، وفي مصلحة الجهاد» ، وضايق سنجار ، وقاتلها في شهر جمادى الآخرة.
وقام نور الدّين بن عزّ الدّين ـ صاحب الموصل ـ في نصرة ابن عمه صاحبها ، واتّفق مع «مظفّر الدّين» ، وتحالفا ، وأفسدا جماعة من عسكر «الملك العادل» وراسلا «الملك الظاهر» ، على أن يجعلاه السّلطان ، ويخطبوا له ، ويضربوا السكّة باسمه.