وكذلك تدخّل في الصّلح ملك الرّوم ، وأن يقصدوا الفرنج بجملتهم ، فانّ الفرنج في نية التحرك ، وخامر جماعة من عسكر الملك العادل ، ووصل ابن كهدان إلى السّلطان الملك الظّاهر ، فأكرمه ، فتخاذل عسكر الملك العادل ، فاتفق الحال بينهم على الصلح ، ودخول ملوك الإسلام فيه.
وتمّت المصاهرة بين «الملك العادل» و «الملك الظّاهر» ، على ابنته الخاتون الجليلة «ضيفة خاتون» ـ بنت الملك العادل ـ وشرع السّلطان في عمل «قناة حلب» وفرّقها على الآمراء ، والخواص. وحرّر عيونها ، وكلس طريقها جميعه ، حتى كثر الماء بحلب. وقسم الماء في جميع محال حلب.
وابتنى القساطل في المحالّ. ووقف عليها وقفا لإصلاحها ، وذلك في سنة سبع وستمائة.
وتوفّي وزير السّلطان الملك الظاهر «نظام الدّين محمد بن الحسين» بحلب ، بعلة الدوسنطاريا ، في صفر سنة سبع وستمائة. وكان ـ رحمهالله ـ وزيرا صالحا ، مشفقا ، ناصحا ، واسطة خير عند السّلطان ، لا يشير عليه إلّا بما فيه مصلحة رعيته ، والإحسان إليهم. وقام بعده بكتابة الإنشاء والأسرار «شرف الدين أبو منصور بن الحصين» ، و «شمس الدين بن أبي يعلى» كان مستوفي الدواوين. فلما مات أبو منصور بن الحصين استقلّ بالوزارة ، وأضيف إليه ديوان الإنشاء مع الإستيفاء.
وعمر السلطان باب قلعة حلب ، والدركاه ، وأوسع خندقها وعمل