ودخلت سنة ثلاث عشرة وستمائة
ووقعت المراسلة بين السلطان الملك الظاهر ، وبين السلطان «كيكاوس بن كيخسرو» ؛ واتفقا على أن يمضي السّلطان إلى خدمته ، ويتفق معه خوفا من عمّه ، فأجابه «كيكاوس» إلى ذلك ، وخرج بنفسه إلى أطراف البلاد.
وندم السلطان على ما كان منه ، ورأى أنّ حفظ بيته أولى ، وأنّ اتفاقه مع عمّه أجمل ، فسيّر القاضي بهاء الدّين ـ قاضي حلب ـ إلى عمّه إلى مصر برسالة ، تتضمن الموافقة : أنّه قد جعل ابنه الملك العزيز محمدا ، ابن ابنة الملك العادل ، وليّ عهده ، وطلب من الملك العادل أن يحلف له على ذلك ، فسار إلى مصر ، فرتّب السّلطان خيل البريد ، تطالع بما يتجدّد من أخبار عمّه ، لينظر في أمره ، فإن وقع منه ما يستشعر منه ، خرج بنفسه إلى «كيكاوس» ، وهو مع هذا كلّه في همّه تجهيز الجيوش ، والإستعداد للخروج إلى «كيكاوس» ، والإجتماع معه على قصد بلد ابن «لاون» أولا ، وكان «ابن لاون» قد ملك أنطاكية ، وضاق ذرع السّلطان بمجاورته ، لعلمه بانتمائه إلى عمّه.