ودخلت سنة خمس عشرة وستمائة
وتحرّك ملك الرّوم «كيكاوس» ، ومعه «الملك الأفضل» ، طالبا أن يملك حلب ، ويطمع «الأفضل» أن يأخذها له ، ليرغب الأمراء في تمليكه عليهم ؛ وكاتب جماعة من الأمراء ، وكتب لهم التواقيع ، ومن جملة من كاتبه «علم الدّين قيصر». وكتب له توقيعا «بأبلستان». واغتنما شغل قلب «الملك العادل» بالفرنج ، ووافقهما الملك الصّالح ـ صاحب آمد ـ وكان «كيكاوس» ، يريد الملك لنفسه ، ويجعل «الأفضل» ذريعة للتوصّل إليه ، وكاتبه أمراء حلب الّذين كانوا يميلون إلى «الأفضل». فجمع العساكر.
واحتشد ، واستصحب المناجيق ، وسار في شهر ربيع الأوّل ، فنزل رعبان وحصرها ، وفتحها.
فسيّر «الأتابك شهاب الدّين» «زين الدّين ابن الأستاذ» رسولا إلى «الملك العادل» ، يستصرخه على «الرّومي» ، و «الأفضل». فكتب إلى ولده «الملك الأشرف» ، يأمره بالرّحيل إلى إنجاد حلب بالعساكر ، وسيّر إليه خزانة ، وجعل «الملك المجاهد» ـ صاحب حمص ـ في مقابلة الفرنج.