وسار «الملك الأشرف» ، حتى نزل حلب «بالميدان الأخضر» وخرج الأمراء إلى خدمته واستحلفهم ، وخلع عليهم ، وأتاه «مانع» أمير العرب بجموعه المتوافرة ، وعاث العرب في بلد حلب ، «والملك الأشرف» يداريهم لحاجته إليهم.
وسار علم الدّين قيصر إلى ملك الرّوم من «دربساك» ، وجاهر بالعصيان ، ونزل «نجم الدين ألطنبعا» إليه من «بهسنى». وتسلّم الروميّ «المرزبان» ، وسار إلى «تلّ باشر» وهي في يد ولد «بدر الدين دلدرم» ، فنازلها ، وحصرها ، وفتحها. ولم يعط الملك الأفضل شيئا من البلاد التي افتتحها. فتحقّق «الملك الأفضل» فساد نيته ، وسار إلى منبج ، ففتحها بتسليم أهلها ، وكان قد صار في جملته رجل يقال له «الصّارم المنبجي» ، وله اتباع بمنبج فتولّى له أمر «منبج» وشرع في ترميم سورها ، وإصلاحه.
وسار «الملك الأشرف» نحوه من حلب إلى «وادي بزاعا» على عزم لقائه ، وجماعة من الأمراء المخامرين في صحبته ، فنزل في وادي بزاعا ، وسيّر «الرّومي» ألف فارس ، هم نخبة عسكره ، ومقدّمهم «سوباشي سيواس» ، فوصلوا إلى «تلّ قبّاسين» فوقع عليهم العرب ، واحتووا عليهم ، وعلى سوادهم. وركب «الملك الأشرف» ، فوصل إليهم ، وقد استباحوهم قتلا وأسرا ، وسيّروا الأسرى إلى حلب ، ودخلوا بهم والبشائر تضرب بين يديهم ، وأودعوا السّجن.
ولما سمع «كيكاوس» ذلك ، سار عن منبج هاربا ، ورحل «الملك