الأشرف» من منزلته ، واتبعه يتخطّف أطراف عسكره ، حتى وصل إلى «تل باشر» ، فنزل عليها ، وحاصرها حتى افتتحها ، وسلّمها إلى نوّاب الملك العزيز ، وقال : «هذه كانت ، أولا ، للملك الظّاهر ـ رحمهالله ـ وكان يؤثر ارتجاعها إليه ، وأنا أردّها إلى ولده». وذلك في جمادى الأولى ، من سنة خمس عشرة وستمائة. ثم أنه ملّكها للأتابك شهاب الدين طغرل ، في سنة ثمان عشرة وستمائة ، بجميع قراها.
ثم سار «الملك الأشرف» إلى «رعبان» و «تلّ خالد» فافتتحهما وافتتح «برج الرّصاص» ، وأعطى الجميع «الملك العزيز» ، وأقطعت «رعبان» لسيف الدين بن قلج. وعاد منكفئا إلى حلب ، ونزل على «بانقوسا».
وكان الخبر قد ورد بموت «الملك العادل» ـ رحمهالله ـ وكان مرض على «عالقين» ، فرحل إلى دمشق ، فمات في الطريق ، في جمادى الآخرة من سنة خمس عشرة. فكتب الأتابك شهاب الدّين بذلك إلى الأمراء ، و «الملك الأشرف» قد قارب «مدينة حلب» ، فأعلموه بذلك ، فجلس في خيمته للعزاء ، وخرج أكابر البلد والأمراء إلى خدمته ، وأنشده الشعراء مراثي الملك العادل ، وتكلّم الوعّاظ بين يديه.
ولما انفصل العزاء ، سيّر «الأتابك شهاب الدّين» إلى «الملك الأشرف» ، وتحدّث معه في أن يكون هو السّلطان موضع أبيه ، وأن يخطب له في البلاد ، وتضرب السكّة باسمه ، وأن تكون العساكر الحلبيّة في خدمته. فقال : «لا والله لا أغيّر قاعدة قرّرها أبي ، بل يكون السّلطان أخي