على ظاهرها ، حتى أصلح أمرها مع صاحب «إربل» ، وهادنه.
ووصل الملك «الفائز» ، من الديار المصريّة ، مستصرخا ، وطالبا للنجد ، ووصل إلى حلب ، وأنزل «بالميدان الأخضر» ، وسار إلى الموصل ، إلى أخيه «الملك الأشرف» ، فأقام عنده ، بظاهر الموصل ، شهرا ومات.
وانفصل الملك الأشرف عن الموصل ، بعد إصلاح أمورها ، وشتّى «بسنجار» ، وقبض على «حسام الدين بن خشترين» ـ وكان أميرا من أمراء حلب ـ لغدر بلغه عنه ، وقيّده ، وسيّره ، وابن المشطوب إلى قلعة «حرّان» ، فحبسهما فيها إلى أن ماتا. وقبض على ابن عماد الدّين ـ صاحب «قرقيسيا» ـ وأخذها ، «وعانة» والبلاد التي كانت معه من يده ، وقدم حرّان ، فوصل إليه أخوه «الملك المعظّم» في محرّم سنة ثمان عشرة من دمشق ، فوافقه على الصعود إلى الديار المصريّة ، لا زاحة الفرنج عنها ، فجهّز العساكر ، واستدعى عسكر حلب ، وعبر الفرات ، والتقى بعسكر حلب.
وسار إلى دمياط ، مع أخيه «الملك المعظّم» ، وخرج الفرنج عن «دمياط» ، ونزلوا في مقابلة المسلمين ، فأرسلوا الماء عليهم ، فمنعهم من العود إلى «دمياط» ، ولم يبق لهم طريق اليها ؛ وزحف المسلمون عليهم ، واستداروا حولهم ، فطلبوا الأمان وتسليم «دمياط» فتسلّمها المسلمون في العشرين من شهر رجب سنة ثمان عشرة وستمائة.
وكان الملك المنصور ـ صاحب حماة ـ قد توفّي في ذي القعدة ، سنة