ودخلت سنة ثلاث وعشرين وستمائة
ووصل «محيي الدّين أبو المظفر ابن الجوزي» ، إلى حلب بخلعة من «الامام الظّاهر» ، إلى «الملك العزيز» ، وكان قد توّلى الخلافة ، في سنة اثنتين وعشرين ، بعد موت أبيه «الإمام النّاصر» ، فألبسها السلطان «الملك العزيز» ، وركب بها ، وكانت خلعة سنيّة ، واسعة الكمّ ، سودآء ، بعمامة سوداء ، وهي مذهبّة ، والثوب بالزركش. وكان قد أحضر إلى «الملك الأشرف» خلعة ، ألبسه أياها ، وسار بخلعه أخرى إلى «الملك المعظّم» ، وخلعه أخرى ، إلى «الملك الكامل».
وكاتب «الملك المعظّم» خوارزمشاه ، وأطمعه في بلاد أخيه «الملك الأشرف» ، ونزل الملك المعظّم من دمشق ، ونازل حمص ، وكان سيّر جماعة من الأعراب ، فنهبوا قراها ؛ ووصل «مانع» ، في جموع العرب لانجاد حمص ، من جهة الملك الأشرف ، فانتهبوا قرى «المعرّة» و «حماة» ، وقسموا البيادر ، ولم يؤدوا عدادا (١) ، في هذه السنة ، لأحد.
__________________
(١) ضريبة على رؤوس المواشي عرفتها بلاد الشام حتى وقت قريب.