وسار القاضي بهاء الدين ، وفي صحبته أكابر حلب وعدولها إلى دمشق ، لعقد المصاهرة بين «الملك العزيز» و «الملك الكامل». ووصل إلى ظاهر دمشق من ناحية «ضمير» ، وخرج الملك الكامل من المخيّم ، والتقاه ، وأنزله في المخيم ، بالقرب من «مشهد القدم». وأحضره إلى خيمته ، وقدّم ما كان وصل على يده ، للملك الكامل. ثم نقله بعد ذلك إلى جوسق الملك العزيز «بالمزّة» ، وكان يتردّد إليه «الملك الكامل» ، في بعض الأوقات ، إلى أن اتّفق الأمر ، على أن حمل الذّهب الواصل ، لتقدمة المهر ، والجواري ، والخدم ، والدراهم ، والمتاع ، وعقد العقد بحضور الملك الأشرف ، في «مسجد خاتون» ، وتولّى عقد النكاح «عماد الدّين ابن شيخ الشيوخ» عن الملك الكامل. لابنته «فاطمة خاتون» ، على صداق ، مبلغه خمسون ألف دينار. وقبل القاضي «بهاء الدّين» العقد عن الملك العزيز ، وذلك في سحرة يوم الأحد سادس عشر شهر رجب ، وخلع «الملك الكامل» على القاضي ، وعلى جميع أصحابه ، وعلى الحاجي بشر أمير لالا الملك العزيز ، بعد أن فتحت دمشق. وعاد القاضي ومن كان في صحبته إلى حلب.
واستقرّ أن يأخذ الملك الكامل من الملك الأشرف ، عوضا عن دمشق : حرّان ، والرّها ، والرّقة ، وسروج ، ورأس عين ، وسار الملك الأشرف إلى بعلبك ، فحصرها إلى أن أخذها من صاحبها.
وسار العسكر إلى حماة ، بأمر الملك الكامل ، فحصرها ليسلّمها