في أيديهم من بلدها. ثم سار السّلطان من «عزاز» ، إلى «تلّ باشر» ، وصعد إلى القلعة ، وولّى فيها واليا من جهته ، وانتزعها من أيدي نواب أتابكه. وبلغه أخذ الخزانة ، من «تلّ باشر» ، فسيّر من اعترض أصحاب «أتابك» في الطّريق ، فأخذ الخزانة منهم ، وكان يظنّ أنّ بها مالا طائلا ، فلم يجد الأمر كما ذكر ، فأعادها على أتابك ، فامتنع من أخذها ، وقال : «أنا ما ادّخرت المال إلّا لك» ثم دخل السّلطان إلى حلب ، وكان ذلك كلّه ، في شهر رمضان ، من سنة تسع وعشرين وستمائة.
ثم إن السّلطان «الملك العزيز» ، خرج في خرجاته ، لرمي البندق إلى «حارم» ، وتوجّه منها إلى «دركوش» ثم إلى «أفامية» ، في سنة ثلاثين وستمائة ، فلم يحتفل به صاحب «شيزر» «شهاب الدّين يوسف بن مسعود بن سابق الدّين» ، وأنفذ إليه إقامة يسيرة ـ وهي شيء من الشّعير على حمير ، سخّرها من بلد شيزر ـ فشقّ عليه ذلك. فلما دخل حلب استدعى «سيف الدّين عليّ بن قلج الظّاهري» ، وسيّره إلى الملك الكامل ، ليستأذنه في حصار «شيزر» ، وأخذها ، وكانت مضافة إلى حلب ، وإنّما خاف أن يلقي صاحبها نفسه على «الملك الكامل» ، فيشفع إليه في أمره ، فلا يتمّ له ما يريد ، فصعد «سيف الدّين» إلى دمشق ، وقرّر مع الملك الكامل ، الأمر على ما يختاره «الملك العزيز» ؛ وسيّر إلى السّلطان الملك العزيز ، وأعلمه بذلك ، فأخرج العسكر ، «والزّردخاناه» ، ونزل العسكر على «شيزر» ، واحتاط الديوان ، على ما في رستاق «شيزر» من المغلّات.