وخرّبوا دورها ، ونبشوها ، فعثروا فيها على أموال عظيمة ، وسبوا أولادهم ونساءهم ، وجاهروا الله تعالى بالمعاصي في حرمهم ، والتجأ لّمة من النّساء إلى «المسجد الجامع» ، فدخلوا عليهنّ ، وفحشوا ببعضهن في المسجد الجامع ، وكان الواحد منهم يأخذ المرأة ، وعلى صدرها ولدها الرّضيع ، فيأخذه منها ، ويضرب به الأرض ، ويأخذها ، ويمضي.
ووصل الخبر بكسرة عسكر حلب إلى حمص إلى «الملك المنصور إبراهيم بن الملك المجاهد» ، وقد عزم على الدخول إلى بلد «الفرنج» للغارة ، وعنده من عسكره وعسكر دمشق مقدار ألف فارس ، فساق بمن معه من العسكر. ووصل إلى حلب في يوم السّبت الثالث والعشرين ، من شهر ربيع الآخر.
وخرج السّلطان وأهل البلد ، والتقوه إلى «السّعدي» ، ونزل «الهزّازه» ، ثم أخليت له في ذلك اليوم دار «علم الدّين قيصر الظّاهري».
بمصلّى العيد العتيق ـ خارج «باب الرّابية» ـ فأقام بها ، واستقرّ الأمر معه على أن يستقدم العساكر ، وتجمع ، ووقع التوثّق منه ، وله ، بالأيمان والعهود.
وسيّرت رسولا إلى الملك «الصالح إسماعيل بن الملك العادل» لتحليفه ، فسرت ، ووصلت إلى دمشق ، وحلّفته في جمادى الآخرة من السّنة ، وطلبت منه نجدة من عسكره ، زيادة على من كان منهم بحلب ، فسيّر نجدة أخرى ، وأطلق الأسرى «الداويّة» ، الذين كانوا بحلب استكفاء لشرّهم.