أرض حمص ، وكتب إلى شهاب الدّين محمود بن بوري يطلبها.
وتردّدت الرّسل بينهم على أن يسلّم إلى أتابك حمص ، ويعوّض أنر واليها ببارين ، واللكمة (١) والحصن الشرقيّ ، وأن يتزوّج أتابك أمه زمرّد خاتون بنت جاولي ، ويتزوّج محمود ابنة أتابك ؛ ويسلّم أتابك حمص ، ويسلّم الدمشقيون المواضع المذكورة.
وسارت زمرّد خاتون من دارها إلى عسكر زنكي مع أصحابه المندوبين لإيصالها إليه في أواخر شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين ، وقد اجتمع عنده رسول الخليفة المقتفي ، وألبسه التّشريف الواصل إليه ، ورسول السّلطان ، ورسول مصر ، والرّوم ، ودمشق.
ورحل أتابك عن حمص ، وسار إلى حلب ، ثمّ خرج منها إلى بزاعا وفتحها بالسّيف ، يوم الثلاثاء تاسع عشر محرّم من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ؛ وقتل كلّ من كان بها على قبر شرف الدّولة مسلم بن قريش ، وكان ضرب عليها بسهم في عينه فمات.
وعاد منها إلى حلب ، وسار إلى الأثارب ، ففتحها ، في ثالث صفر.
وفي يوم الخميس ثالث عشر صفر ، حدثت زلزلة شديدة ثمّ اتبعها أخرى ، وتواصلت الزّلازل ، فهرب النّاس من حلب إلى ظاهر البلد وخرجت الأحجار من الحيطان إلى الطّريق ، وسمع النّاس دويا عظيما ،
__________________
(١) اللكمة : حصن بالساحل قرب عرقة. معجم البلدان.