يستنجدانه على نور الدّين ، فأرسل إيلدكز إليه رسولا ينهاه عن التعرّض للموصل فقال نور الدين : «قل لصاحبك أنا أصلح لأولاد أخي منك ، فلا تدخل بيننا ، وعند الفراغ من إصلاح بلادهم يكون لي معك الحديث على باب همذان ، فانك قد ملكت هذه المملكة العظيمة ، وأهملت الثّغور حتّى غلب الكرج عليها ؛ وقد بليت أنا ولي مثل ربع بلادك بالفرنج ، فأخذت معظم بلادهم ، وأسرت ملوكهم».
وأقام على الموصل فعزم من بها من الأمراء على مجاهرة عبد المسيح بالعصيان ، وتسليم البلد إلى نور الدّين ، فعلم بذلك ، فأرسل إلى نور الدين في تسليم البلد على أن يقره بيد سيف الدّين ؛ وطلب الأمان لنفسه وعلى أن يمضي صحبته إلى الشّام ، ويقطعه ما يرضيه فتسلّم البلد ، وأبقى فيه سيف الدّين غازي.
وعاد إلى حلب فدخلها في شعبان من هذه السّنة.
وكتب إلى الملك النّاصر صلاح الدّين يأمره بقطع الخطبة العاضديّة وإقامة الخطبة المستضيئيّة العبّاسيّة ، فامتنع واعتذر بالخوف من قيام أهل الدّيار المصرية عليه ، وكان يؤثر أن لا يقطع الخطبة للمصريّين في ذلك الوقت ، خوفا من نور الدّين أن يدخل إلى الدّيار المصريّة فيأخذها منه ، وإذا كان العاضد معه امتنع وأهل مصر معه ، فلم يقبل عذره نور الدّين ، وألحّ عليه.
وكان العاضد مريضا فخطب للمستضيء في الديار المصريّة ، وتوفيّ