جوشن» ، فلا يقدر أن يتقرّب إلى البلد ؛ وأرسل سعد الدّين كمشتكين إلى «سنان» مقدّم الاسماعيليّة ، وبذل له أموالا كثيرة ليقتل الملك الناصر ، فقفزوا عليه ، فحماه الله منهم ، وقتلوا (١).
وبقي محاصرا حلب إلى سلخ جمادى الآخرة ، وكان كمشتكين قد أرسل إلى سيف الدّين غازي يستنجده ، وكان «ريمند» ـ صاحب طرابلس الّذي أسره نور الدّين ـ قد أطلقه كمشتكين بمائة ألف وخمسين ألفا صوريّة ، في هذه السّنة ، وصار موضع «مري» ملك الفرنج (٢) ، فأرسل من بحلب إليه يطلبون منه أن يقصد بعض البلاد الّتي بيد الملك النّاصر ، ليرحل عنهم ، فسار إلى حمص ونازلها ، فرحل الملك النّاصر عن حلب ، مستهلّ شهر رجب. فلما نزل «الرّستن». رحل الفرنج عن حمص ، ووصل الملك النّاصر إليها ، وحصر قلعتها إلى أن تسلّمها.
وسار إلى بعلبك ، فتسلّمها وقلعتها ، في رابع شهر رمضان ، من سنة سبعين وخمسمائة.
وأما سيف الدّين غازي فإنّه جمع عساكره ، وكاتب أخاه عماد الدّين زنكي صاحب سنجار ، لينزل إليه بعساكره ليجتمعا على نصرة الملك الصّالح ، فامتنع ، وكان الملك النّاصر قد كاتبه ، وأطمعه في ملك الموصل ، لأنّه الكبير من أولاد أبيه ، فمضى سيف الدّين إلى «سنجار»
__________________
(١) منذ ذلك الحين أقيم لصلاح برج خشبي كان لا يفارقه خوفا من الاغتيال.
(٢) وصل إلى مرتبة الوصاية على بلدوين بن عموري. وليم الصوري ص ٩٧٦ ـ ٩٧٧.